النسخة الكاملة

ذاكرة "الخارجية".. عن "بشر".. وأشياء أخرى..!!

الثلاثاء-2024-09-16 10:50 pm
جفرا نيوز -
محمود كريشان

الذاكرة ما اعتراها غبش.. ١٩٨٨ حط رحاله "عقيل" في وزارة الخارجية على الدوار الثالث.. وكان "منتدبا" من جماعة "العبدلي".. دخل بعفويته واقتحم مجتمع "الكريما" المخملي.. وابتدأ المشوار الجميل بكل معالمه الحية..
"اللأسلكي" في الطابق الثالث.. أرسل أجب.. انتظر.. جميع المحطات للمعين.. برق خاطف.. زمزم (١٠).. المعني في الطريق اليك.. الحيط والأرض.. سماء سماء.. وقس على ذلك من متعة واسترسال وصوت "عقيل" يلعلع عبر الواسطة الهوائية مع كل سفارات الاردن في كل العالم.. حتى نقاء الصوت من فوق جبال الألب.. وجبل الشيخ أيضا.. وعنجر والنبطية.. والمية مية.. وبرج البراجنة ولا تنسى "عين الحلوة"..!

في رحاب "الخارجية" الطاهرة.. الأولوية لتلك الكوكبة المؤمنة من العسكريين الأكفاء.. علي مفلح سعيد الغليلات "رحمه الله بقدر نواياه البيضاء الصافية"، مشهور سليمان بك الزيادات العبادي، ضيف الله الغنميين العبادي، ابراهيم الدويري، الخرلبشة، سلمان الخواجا، عثمان السواعير العجارمة، خليفة العبادي "رحمه الله"، عبد سلمان المناصير، سلامة العبادي "رحمه الله"، خلدون الطيب، ابوعدنان العبويني، عارف القظام، صيتان قويسم، عمر الشركسي.. جميعم من خيرة الخيرة.. أوفياء وكرام.. لا "يمكرون" أو "يغدرون".. والقائمة تطول.. ويا ليل طول شوية.. يا ليل لا تنتهي..

في هذه الأمسية الاعتيادية بالأزقة اللعينة، قرر "عقيل" ان لا يفتح طابق فئة قليلة جدا امتهنت الأذى والوشايات وتغطية الجلسات.. بكل نذالة وخسة، ويطلق عليهم "الأعوان"، و"بياعيين" قهوة وشاي.. عملناهم "للأسف" موظفين وصاروا مسؤولين.. الا انهم "انذال" .. لهم وقفة مطولة قريبا.. لكن لأن "عقيل" يحترم اخلاقيات الوظيفة السيادية.. لا يفشي الأسرار.. قال: بالمقابل الأغلبية الساحقة من أبناء الوزارة المحببة لقلبة ووجدانه، هم من الرجال الذين يتمتعون بمكارم الأخلاق والشهامة.. لم تغيرهم المناصب التي كانت تكبر بهم ولا يكبرون هم فيها.. و"بشر هاني الخصاونة" نموذجا للانتماء والوفاء.. الصدق والنقاء.. فها هو يغادر الدوار الرابع مرفوع الرأس ولا شيء في اضبارته الا محبة الأردن.. بصراحة اكثر.. مخالفة سير لم يرتكب في تاريخ حياته.. هو حريص على رصيد والده وسمعته.. للحديث بقية..!

ومادام سيرة دولة بشر الخصاونة جاءت.. تذكر "عقيل" العام ١٩٩١ دورة الملحقين الدبلوماسيين الجديدة وكان وزير الخارجية "سنتذاك" طاهر المصري، وضمت كل من السادة الكرام المحترمين: بشر هاني الخصاونة/ جعفر حسان/ ريما احمد علاء الدين الشيشاني/ حسام الحسيني/ علي محمد خليل كريشان/ صقر متروك سلامة ابوشتال/ محمد الزيناتي/ يوسف البطاينة/ زهير عبدالله النسور/ "غيث زهير عبدالفتاح ملحس"/ وليد الحديد/ نصار ابراهيم الحباشنة/ وليد خالد عبيدات/ سجى سطام حابس باشا المجالي/ غسان عبدالرحيم المجالي/ قيس شقير/ديماي حداد الشيشاني/ فايز خوري/ عمر الداغستاني..

ما نريد ان نقوله من خلاصة تجربة (١٩٨٨_٢٠٠٥) دولة بشر الخصاونة.. كما عرفته.. أردني بكل ما في الكلمة من دحنون ودفلى.. وعندما يتعلق الأمر بالأردن.. يقول "لا" كبيرة بحجم جغرافيا الوطن من جنوبه الى شماله.. لا يجمعني به "خوف" ولا "طمع".. لكنها كلمة حق لوجه الله الذي يقول في محكم كتابه الكريم: "ستكتب شهادتهم ويسألون".. وللخارجية الف تحية وسلام..
(م.ك).. زوربا/ الأزقة اللعينة
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير