جفرا نيوز -
نسيم عنيزات
يشارك في الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها بعد غد الثلاثاء 25 قائمة حزبية يتنافسون على 41 مقعدا نيابيا من اصل 138.
ومع زحمة التحليلات وتعدد التوقعات التي تنطلق معظمها من آراء شخصية او ميول ذاتية بعيدة في معظم الاحيان عن الدرسات العلمية او استطلاعات مبنية على أسس علمية حول حصة الاحزاب ونصيبها في المجلس القادم.
وقبل الخوض في تفاصيل النسب والتوقعات، لا بد من الإشارة او الأخذ بالاعتبار حجم المشاركة ونسبتها لأنها تلعب دورا رئيسيا ومهما في عملية الوصول إلى القبة، وتمنح دفعة قوية للبعض، كما ان العزوف قد يؤثر على البعض الاخر ويصب لمصلحة اخرين.
و تشير التوقعات وهي كما قلنا سابقا تنبع من قراءة شخصية للمشهد او استمزاج لبعض الآراء ورصد لاحاديث الشارع ونسبة الميول الشعبية بأن نسية المشاركة في الانتخابات القادمة قد تكون أعلى من سابقتها، خاصة مع زيادة عدد المسجلين او ممن يحق لهم لمشاركة الأول مرة عن نصف مليون مواطن، الا انها ستكون اقل من المأمول مقارنة مع الإضافات والتحديثات التي افرزتها منظومة التحديث السياسي.
و تعود أسباب تدني نسبة المشاركة الى عدة عوامل نعتقد بأنها أثرت عليها وطغت على المشهد: أبرزها أحداث غزة وما يتعرض له القطاع من حرب همجية وابادة جماعية احبطت من عزائم الناس واضعفت حماسهم وأثرت على نفوسهم.
كما ان الأوضاع الاقتصادية والأحوال المعيشية للناس سيكون لها دور في الحد من حالة الاشتباك المأمول مع العملية الانتخابية انسجاما مع الحالة السياسية في البلاد.
ولا بد أن نشير إلى ضعف الحركة الحزبية وعدم قدرتها على تقديم وجبة برامجية دسمة، تشبع او تثير غرائز التاس و تحفزهم نحو الانخراط والمشاركة وتدفع بهم نحو الاقدام لتناول ما يسد جوعهم او يحقق طموحاتهم في المجال السياسي.
خاصة وان الحركة الحزبية لم تنشط الا خلال الأيام القليلة الماضية مع علمنا بأن بعضها قد تشكل حديثا ولم يتسن للشارع اختيارها، كما انها لم تأت بجديد في ظل اعتمادها واتباعها التقليدية والفزعة سواء في اسلوبها الخطابي او دعاياتها الانتخابية دون منصات او دفاعات برامجية، او روافع قوية قادرة على حمل هذه البرامج او تبني شعارات وطنية.
وفي الخلاصة و ما نريد قوله هنا، وذلك اعتمادا على اعتقاد وتوقعات شخصية بأن قبة البرلمان وضمن المقاعد المخصصة للأحزاب ستستضيف 12حزبا تقريبا ضمن القائمة العامة موزعة على 3 مستويات.
حيث ستتقاسم 4 احزاب ما يقارب الـ24 الى 25 مقعدا في حين ستحصل أربعة أحزاب على 12 مقعدا تتراوح بين 2 الى 4 لكل منهم، في حين تتقاسم خمسة او أربعة أحزاب المقاعد المتبقية حيث سيستفيد بعضهم من حسبة البواقي الأعلى.
هذه ما نتوقعه لخريطة القوائم العامة بعيدا عن المحلية التي سيكون من بينها نواب حزبيون، وهذه ايضا نقطة مهمة يجب الإشارة إليها حيث سيرتفع عدد النواب الذين يمثلون الاحزاب حسب اعتقادنا إلى فوق الخمسين ودون الستين.
وهذه نسبة جيدة في المرحلة الأولى من الحياة السياسية التي افرزتها منظومة التحديث السياسي، نأمل أن تؤسس لمرحلة جديدة وتضع قواعد قوية ومتينة تسمح للبناء عليها في المراحل القادمة وصولا إلى بنيان قوي ومتكامل.