جفرا نيوز -
فيصل تايه
على مقربة من انتهاء العام الأول وعلى مدى اثني عشر شهرا من الحرب المستعرة على قطاع غزة ، ما زالت آلة القتل الإسرائيلية مستمرة بارتكاب ابشع الجرائم بحق الإنسانية، من تدمير وحصار وقتل وإبادة ومجازر جماعية وتهجير وانتهاك لكل القوانين والأعراف الدولية ، وبمزاعم تمثل تحريضاً مداناً وتزيد من التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة ، وبمحاولات عبثية لتبرير العدوان ، والذي لا يحتاج إلى ذرائع ومبررات لممارسة هذا السلوك الإجرامي الوحشي اليومي ، فالإجرام والتوحش ديدن هذا الكيان ، ونهجه الذي دأب عليه منذ الوهلة الأولى لتدنيسه الأراضي العربية الفلسطينية .
الآن ، بدأ هذا الكيان الإجرامي الصهيوني يبحث عن أي إنجاز يمكن تحقيقة واتجه الى عملية عسكرية موسعة في الضفة الغربية ، والتي أظهرت أن هذا الكيان لا يحتاج إلى ذرائع لشن عدوانه على أبناء الشعب الفلسطيني ، وخصوصا الضفة الغربية ، وهنا لا يعدو الأمر عن كونه معركة استباقية هدفه من خلالها فصل وسط فلسطين عن جنوبها وشمالها بعد أن تكبد وما يزال خسائر كبيرة هنالك ، وبعد أن أدرك تنامي قدرات حركات المقاومة في الضفة الغربية ، ورغبة منه في توسيع نطاق سيطرته داخل الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية ، وخصوصا عقب تصريحات مرشح الرئاسة الأمريكي دونالد ترامب بشأن مساحة ما أسماها دولة إسرائيل ، والتي قال أنه يجب توسيعها في سياق تصريحاته الإعلامية المصاحبة لحملته الانتخابية والتي يسعى من خلالها لكسب دعم وتأييد اللوبي اليهودي في السباق الانتخابي نحو البيت الأبيض .
لقد شرع هذا الكيان الإسرائيلي بتوحشه ومنذ الوهلة الأولى لدخول الضفة الغربية ذلك بتدمير البنية التحتية في المناطق التي يصل إليها ، ومن ثم عمل على فرض حصار مشدد على المستشفيات تحت ذريعة البحث عن مطلوبين أمنيا ، وقام بإخلاء بعض التجمعات السكنية من سكانها وجعل منها ثكنات عسكرية ، وشرع في إجراء تحقيقات ميدانية مع بعض المواطنين الفلسطينيين ، في سياق الممارسات الاستفزازية التي أشعلت نيران الغضب في أوساط حركات وفصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية التي سارعت للالتحام مع عناصر جيش الاحتلال والتصدي لمحاولاته للتوغل في طولكرم ونابلس وجنين وقلقيلية وغيرها من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية ، وسط حالة من النفير في أوساط المواطنين ضد هذا الكيان الذي يسعى لتوسيع رقعة الخراب والدمار في الأراضي الفلسطينية ، والإغراق في الدم الفلسطيني بكل صلف وتوحش وبكل دم بارد .
بقي ان أقول ان العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية ومن وجهة نظر العديد من المحللين ، شاهدة على الهزيمة ، ومغامرة مصيرها الفشل الذريع في تحقيق الأهداف التي سعى لتحقيقها من خلال العدوان على قطاع غزة ، اذ يريد أن يظهر في صورة المنتصر والمنتشي ، فالخسائر التي يتكبدها يوميا في محاور القتال في قطاع غزة ، والضربات التي يتعرض لها في الجبهة الشمالية ، وتداعيات العمليات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط ، دفعت به للتخبط في المواقف والتوجهات والقرارات التي باتت تتهدد مصير حكومته المتطرفة وخصوصا في ظل حالة السخط في الشارع الإسرائيلي تجاهها على خلفية مماطلتها في إنجاز صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، وعدم اكتراثها لأوضاعهم والأخطار المحدقة بهم في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة .
والله المستعان