جفرا نيوز -
لما جمال العبسه
على الرغم من افشال محكمة العمل الاسرائيلية الإضراب العام الذي بدأ صباح امس في تل ابيب وشمل مدنا اخرى في فلسطين الداخل، وشاركت فيه قطاعات واسعة هناك، قادها اتحاد نقابات العمال «الهستدروت» على اعتبار ان هذا الاضراب سياسي وليس عماليا، إلا ان التشتت الداخلي في دولة الكيان الصهيوني ما زال يتنامى مع ضعف المشاركة الشعبية لاسقاط هذه الحكومة النازية.
يوما بعد الاخر يسقط عدد من الاسرى لدى حركات المقاومة في داخل قطاع غزة ضحايا لعمليات القصف العنيف على كافة مناطق القطاع، وتزداد مع كل مقتول بآلة الحرب الصهيوأمريكية الاحتجاجات داخل تل ابيب لاهالي هؤلاء الاسرى، الا ان رئيس حكومة الكيان الصهيوني يزداد تعنتا يوما بعد الاخر، ورئيسها الحالي بنيامين نتنياهو على ما يبدو اعتاد الشتائم والسب والانتقاد، بل واغلق جميع حواسه برغبته الشخصية من جانب وخضوعه لليمين المتطرف ضمن ائتلاف حكومته وزيري المالية والأمن القومي بتسائيل سموترش وايتمار بن غفير، الذين وبدون خجل يتدرجان في التوسع والاستيطان داخل اراضي الضفة الغربية مع رغبتهما في إعادة احتلال القطاع بل والتوسع خارج جغرافية فلسطين.
قال النازي نتنياهو ان «حماس» هي من قتلت الستة اسرى الذين اعلن عنهم امس الاول، وعلى الفور صادقت على ما قاله الادارة الامريكية، التي تزحزح موقفها قليلا وصرحت بانها ستقوم بصياغة صفقة تبادل اخيرة اما ان يقبلها الجميع او يرفضها كلا الطرفين، على اعتبار انها تملي ما تريد على المقاومة الفلسطينية املاء عليها الخضوع لما ارادت، وبالطبع ما يريده نتنياهو تريده الادارة الامريكية، وبالتالي هناك دوامة تفاوض جديدة تُطيل امد الحرب اكثر فأكثر، علما بان المقاومة الفلسطينية برهنت بان الجيش الصهيوني بتوحشه في عمليات القصف قد قتل هؤلاء الاسرى ومن سبقهم.
بالطبع لا يرضي الادارة الامريكية اي شغب في الشارع الاسرائيلي فهي كما تقول تهتم بأمن اسرائيل الخارجي والداخلي وما دون ذلك من كلام وتصريحات انما هي تُباع كتصريحات للعلاقات العامة تخدم حملة الديمقراطيين الانتخابية، كما انها لا تقنع المحتجين ذوي الاسرى الاسرائيليين.
من جانب اخر، يمكن النظر الى الموقف الامريكي تجاه الاضطرابات الداخلية في تل ابيب الى انها عامل ضغط جديد فيما يتعلق بسد فجوات تمويلية واحتياجات موازنة دولة الكيان التي تعاني الامرين نتاج عدوانها على قطاع غزة وقدرت خسارتها بعشرات المليارات من الدولارات مع توقف الكثير من القطاعات عن العمل، وبهذا يتم الضعط على الادارة الامريكية ايا كانت لتعويض الخسارة التي تتعرض لها مالية دولة الكيان الصهيوني.
كما ان الادارة الامريكية تنظر الى مثل هذه الاحتجاجات والتوقف عن العمل في معظم القطاعات على انها افشال للمشروع الصهيوني في المنطقة، بمعنى تعطل اقتصاد الكيان الصهيوني معناه فشل ذريع لخطتهما في قيادة اقتصاد المنطقة واستغلال مقدارتها كما تشاء، اي ان الهدف المشترك فيما بينهما معرض للخطر بشكل كبير، لذلك تهتم باقالة عثرة هذا الاقتصاد.
صمت الادارة الامريكية اذنيها واغمضت عينيها الا عن رغبات الفاشي نتنياهو، وقررت التضحية حتى بالاسرى الذين يحملون جنسيتها لخاطر ما يريده، بل واكثر من ذلك تريد اخضاع الجميع لرغباته النازية الراغبة في انهاء وجود الفلسطيني على ارضه.
لنرَ ما سيحمله المستقبل القريب فيما اذا كان هناك تصاعد حقيقي للاحتجاجات في دولة الكيان، وفيما اذا كان مقترح الصفقة الجديدة الذي تعده الادارة الامريكية معقولا لا يحرج الوسطاء ولا يُقابل بالرفض من قبل المقاومة الفلسطينية.