جفرا نيوز -
كتب:محمد داودية
وكما حظي زيد الرفاعي بثقة الملك الحسين، فقد حظي بثقة الملك عبد الله، فعمل معه رئيسًا لمجلس الأعيان، نحو عقد من الزمن، كان أبو سمير خلالها "الشوير" الأبرز للملك.
فالشعب الأردني بما هو عليه من رحابة ومكونات ونضج ورشد ووعي ووسطية، والنظام بما هو عليه من رشد وسعة أفق وصدر، وتسامح، ومعاصرة، وترفّع، وتعددية،
أتاح فرصًا، وصنع كوادر، وانتج ونساءا ورجالًا تلاتيح موثوقين، وبنى قيادات على كفاءة عالية، في مختلف المجالات، من أبرزها الطود الموثوق المحنك الداهية، زيد الرفاعي، واسع الأفق، عميق التجربة، متنوع العلاقات الدولية.
أمر الملك عبد الله ان يوارى جثمان فقيد الأردن والهاشميين، زيد الرفاعي في المقابر الملكية، عرفانًا وتقديرًا وتكريمًا ورسالة لكل أبناء الأردن، بأن الهاشميين الكرام، يكرمون كرامكم، وها هم يودعون زيدًا الرفاعي، بالقرب من الملك الحسين، ملكه وحبيبه وهواه وسيده وإمامه وقدوته.
زيد الرفاعي، الزعيم عابر الأجيال والنخب والقيادات. المعلم الذي ملك فنون السياسة وأضاف عليها. القائد الذي ساهم في منعة الأردن بما قدم من استشارات وتوصيات وآراء.
وحين عزم الملك عبد الله على تطوير الجهاز القضائي أنشأ في أيلول 2016، "اللجنة الملكية لتطوير الجهاز القضائي وتعزيز سيادة القانون"، وعيّن زيد الرفاعي رئيسًا لها.
فقدم الرفاعي تقريرّا تضمن 49 توصية محددة لتحسين النظام القضائي ونظام العدالة الجنائية، واقترح تغييرات على 13 قانونًا و4 مشاريع قوانين وأنظمة جديدة، مع الجداول الزمنية لتنفيذها.
قالت هيومن رايتس ووتش، "إن المقترحات التي أصدرتها اللجنة الملكية لإصلاح النظام القضائي في الأردن، تعد خطوة هامة إلى الأمام".
نموذج زيد الرفاعي، غير قابل للتكرار، بمواصفاته الشخصية ومزاياه الفريدة المتنوعة، والظروف الإقليمية والدولية القاسية التي عمل فيها وقهرها وتغلب عليها، فبات الشخصية الأردنية الأكثر اتصالًا بالعالم، والموثوق الأكثر قدرة على توضيح صورة الأردن والدفاع عن مصالحه وحقوقه ونظامه السياسي الأربعاء.
كما كان زيد الرفاعي، في كل مواقعه، أحد أبرز المدافعين عن حقوق الشعب العربي الفلسطيني، وحقوق الأمة كافة.
يرحمك الله يا أبا سمير ويحسن إليك.