جفرا نيوز -
حمادة فراعنة
لا مصلحة لإيران في التصعيد ضد المستعمرة، على عكس المستعمرة الإسرائيلية التي لها مصلحة في التصعيد ضد إيران، وهذا استخلاص يعتمد على تاريخ متواصل وسلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية ضد إيران مباشرة، فإذا تم اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران، وهو ما شكل استفزازاً وحرجاً لإيران، وأعطى انطباعاً سلبياً على عدم قدرة إيران في الحفاظ على سلامة ضيوفها الزائرين، وهو يعكس التطاول الإسرائيلي الذي تجاوز كل الحدود في الاعتداء على المصالح الإيرانية المباشرة.
قبل اغتيال اسماعيل هنية يوم 31 تموز يوليو 2024، تم سرقة الأرشيف النووي الإيراني كما أعلن رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو في شهر أيار مايو 2018، أن جهاز الموساد المخابرات الخارجية، نجحت بسرقة أكثر من نصف طن من الأدلة تحتوي على 55000 وثيقة مسجلة على 183 قرصاً ممغنطة لأبحاث إيران النووية السرية في مشروع «عماد»، وقد اعترف محسن رضائي سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام يوم 14 نيسان ابريل عام 2021، بسرقة الوثائق من قبل المستعمرة واعتبر أن بلاده تُعاني من «تلوث أمني»، وقد كشف يوسي كوهين الرئيس السابق لجهاز الموساد، تفاصيل عملية سرقة الأرشيف النووي، موضحاً أن 20 من عملاء الموساد نفذوا العملية، ولم يكن أي من هؤلاء العشرين إسرائيلياً أو يهودياً.
كما سبق اغتيال أربعة من العلماء النوويين الإيرانيين: مسعود محمدي 12/1/2010، مجيد شهرياري 29/11/2010، داريوش رضائي نجاد 23/7/2011، ومصطفى أحمدي روشن 11/1/2012 في طهران، وقد أعلنت إيران إلقاء القبض على جميع من نفذوا هذه الاغتيالات، وفي 27 تشرين ثاني نوفمبر 2020، تم اغتيال محسن فخري زادة الذي يُعتبر رأس البرنامج النووي، وقد صرح موشيه يعلون وزير دفاع المستعمرة:
« في نهاية المطاف هذا واضح تماماً، بطريقة أو بأخرى يجب وقف برنامج إيران النووي، وأن إسرائيل – المستعمرة ستستخدم كامل طاقتها لمنع إيران من إنتاج الأسلحة النووية» .
يوم 19 نيسان ابريل 2024، تم قصف منشآت نووية، ومنشأة لتصنيع الطائرات بدون طيار، وقاعدة جوية في أصفهان، من قبل المستعمرة ، وردت عليها إيران بقصف مماثل لبعض المواقع الإسرائيلية.
توجهات إيران، بشكل رئيسي وخياراتها الاعتماد على حلفائها من الفصائل والتنظيمات العربية سواء في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن، وتسعى لعدم استفزاز الولايات المتحدة ودفعها نحو مشاركة المستعمرة لتوجيه ضربات نحو إيران، حرصاً من إيران على تفادي مصالحها الاستراتيجية من المس والأذى وهي: 1- المفاعل النووي، 2- مصافي إنتاج النفط الذي يوفر لها الطاقة والموارد المالية.
المستعمرة تعمل على ألا يكون أي بلد في منطقتنا لديه القنبلة النووية غيرها، وأن تبقى المستعمرة هي الطرف الأقوى في الشرق العربي، وأن لا تنافسها إيران وتركيا.
الولايات المتحدة الكفيل والداعم للمستعمرة لا مصلحة لها، في الحرب ضد إيران، فالمعركة بالنسبة لها موجهة نحو الصين المنافس الاقتصادي لها، ونحو روسيا التي تمت هزيمتها في الحرب الباردة عام 1990، وتعمل على استعادة مكانتها وإنهاء التفرد الأميركي في المشهد السياسي الدولي، وواشنطن تخشى أن تكون روسيا داعمة لإيران كما تفعل الولايات المتحدة الداعمة لأوكرانيا ضد روسيا.
لا مصلحة للجميع في التصعيد والمواجهة، ولهذا تعمل كل الأطراف على إيجاد السبل والمظاهر والتسويات نحو عدم التصعيد باستثناء المستعمرة التي تسعى وحدها نحو التصعيد وتوريط الجميع بالمواجهات بعد فشلها في اجتياح قطاع غزة، وجرائمها الفاقعة بقتل عشرات الالاف من المدنيين، وتدمير أكثر من نصف المنشآت المدنية، ولهذا تعمل على نقل معركتها من غزة إلى خارج فلسطين، في عمليات الاغتيال المبرمجة، ليكون عنوان الصراع بينها وبين إيران وفق خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي يوم 24/7/2024 ، وأن لا يكون مقتصراً على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.