النسخة الكاملة

"نايف".. والشاهد علي الله..!

السبت-2024-08-10 12:22 pm
جفرا نيوز -
كتب: محمود كريشان

مع خيوط الفجر الأولى كانت اطلالته عابقة برائحة القهوة والهيل، تحمل دوما بشائر الخير والتفاؤل.. يهل عليك بأناقته المفرطة والتي لابد ان تضم الوان الفرح المرتجى والصفاء وعلى رأسها "الأزرق السماوي".. لأنه العشق.  والدنيا لمن عشقا.

اخالف العمر راجع سالف اعوامي، على رأي "عندليب الجزيرة" محمد عبده "شافاه الله".. ونتذكر "نايف".. عز الرفق في مصر والشام وان ما سهرنا في بيروت بنسهر في عمان.. ويلا على القاهرة يا معلم.

ويلي منك يا طيارة.. كانت الرحلة اعتيادية الى بلد المحبوب، والتقينا مصادفة بالأخوين عقبة العبادي وحسن مجلي المجالي.. المهم ذهبت بمعية "نايف" نحو مكان اقامتنا في فندق بسيط "بلا نجوم".. بوسط البلد "زهرة اللوتس" لكنه كان مريحا.. جلسنا على "البلكونة" ويا نجوم اشهدي..!

و"الشاهد علي الله".. كان "نايف" يسترسل بالحديث.. اسمع يا داوود: الفيصلي مستهدف لكنهم يخشون هيبة الشيخ سلطان العدوان، ولن تكتمل مؤامراتهم نظرا لوجوده، فهو من يحمي الفيصلي.. أما بالنسبة للدستور.. والله لولا "محمد حسن التل" لأغلقت ابوابها وانهارت.. رجل بمعنى الكلمة.. نزيه.. يخاف الله.. والاردن بالنسبة له "خط أحمر".. ولا تنسى عبدالهادي باشا المجالي فهو قائد وزعيم.. ابن بلد.. و"مصلح باشا الكايد".. لواء وشيخ.. نخوة ومكارم.

استرسل نايف وكانت نجوم ليل القاهرة تلالي.. العراق في عهد "صدام" لم نكن نسمع بشيعة وسنة.. ولا اسلام ومسيحية.. يطربني سعدون جابر في رائعة "جتني الصبح".. ويا عيني على ناظم الغزالي "عمي يا بياع الورد".. وارى "كل الاردن" بحديث ومقالات "ناهض حتر".. ويا "خوفي عليه"!.. وبعدين انت يا محترم حول راتبك على البنك الاسلامي فرع السلط وخذ لك شقة.. وعليه وجه الله غير انا أكفلك.

يلا نروح عند "عقبة" و"حسن".. عليهم على فندق شيبرد على النيل.. سويت (٥) نجوم.. ابويعرب يلالي بالروب الأبيض و"ابوميار" أبهه.. بكامل اناقته.. احكي يا "نايف".. الاردن في الوجدان.. وسيدنا "ابوحسين" عقال الراس.. الجيش يا حيا الله.. "الدائرة" رأس مال كل الأردنيين.. بنسافر وبنروح لكن نرجع جالسين على "بوز" الطيارة حتى نصل عمان بسرعة.. وضناني الشوق يا الغالي.. ليلة تجلى فيها "نايف" وردد موروثات "معانية": يا معان ما ابعدك كل الحبايب فيك.. بالشيد لأشيدك والحنا لاحنيك.. وطلعت راس الجبل كل البلد بانت.. طرا على بالي الحببب.. دمعتي سالت..!
مجمل الوجع: ياعين صبي دمع.. نايف بهدوئه، وصمته، وصباحاته، ومساءاته، مجموعة انسان، وكأنها في نهاية المطاف تحكي حوار الروح مع القلب، واختلاط الأمنيات مع الذكريات، ولم نكن على موعد مع هذا الرّحيل الهادئ، لكنه غادرنا بعد ان سكن القلوب، والمشاعر بحسن حديثه، وطيب أخلاقه، ولين معشره، ورائق مزاجه، وسعة صدره، وكبير تواضعه، وفائق أناته، وجمال بسمته، التي لم تفارق محياه، إلى أن أسلم روحه إلى بارئها..
كان أنيقا في منطقه، ومعاشرته، نبيلا في أخلاقه، وسلوكه، بارع الحس، فارع الشعور، رحيماً رؤوفاً بأبنائه، واصلاً لأرحامه، أردنيا فوق العادة.. بل إن نسيت فلا أنسى ابتسامته العريضة، التي كانت لا تفارق محياه، حتى في لحظات المحن بضحكته المكتومة، ودمعته المدارية، إلا أنه كان متفائلاً بعطاء ربه، ووعده.. فلم يكترث بكم الأحزان التي داهمته سريعاً، وتركت في خياله ندوبها التي لا تمحى..

على كل حال.. ذهب "نايف" بروحه البريئة من كل شيء الا من محبة "الاردن" و"الفيصلي".. و:
يا بيض حدن على "نايف" قصن شعور الثنا كله.. "ابوشهم" تنعاه طيور.. حتى الشنانير ينعنه..
Kreshan35@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير