علي ابو حبلة
تفصلنا أيام عن اقتراب ما يسمى «ذكرى خراب الهيكل»، حسب التقويم العبري وقد بدأت جماعات الهيكل المزعوم بالتحضير لإحياء الذكرى بالاقتحامات والمسيرات في مدينة القدس والأقصى.
ودعت «جماعات الهيكل المزعوم»، أنصارها للمشاركة في سلسلة بشرية حول سور القدس القديمة، ورفع الأعلام الإسرائيلية، عشية ما يسمى «ذكرى الخراب» في الثاني عشر من الشهر الحالي.
وحسب برنامج السلسلة البشرية، فسوف تكون من حائط البراق باتجاه البلدة القديمة، وصولا إلى باب النبي داوود ، وبدأت الدعوات والتحضيرات لتنفيذ اقتحامات جماعية وكبيرة في الأقصى في الثالث عشر من الشهر القادم، وهو ذكرى ما يسمى «خراب الهيكل».
وترى الجماعات المتطرفة في هذه الذكرى «يومًا لتجديد العهد مع إزالة الأقصى من الوجود، وتأسيس الهيكل المزعوم، ولتحقيق قفزات عملية في سبيل ذلك، وتسعى خلاله إلى فرض أكبر عدد من المقتحمين في كل عام».
وتشكل ذكرى «خراب الهيكل» كابوسًا ووبالًا على المسجد الأقصى والمقدسيين؛ لما تشهده من تضييق واعتداءات، واستفزازات من المستوطنين للمصلين الوافدين للأقصى، وخاصة عند بابي القطانين والأسباط، بالإضافة إلى إغلاق المحال التجارية في البلدة القديمة.
ويدّعي اليهود أن البابليين دمروا «الهيكل الأول» عام 586 قبل الميلاد، وأن الرومان دمروا «الهيكل الثاني» عام 70 للميلاد، وبالتالي يجب تلاوة نصوص من «سِفر المراثي» يوم 9 أغسطس/آب حسب التقويم العبري من كل عام داخل الكنس ، وتتناول هذه المرويات «احتلال البابليين للقدس وتهجير اليهود من بلادهم إلى أرض بابل حيث مكثوا 70 عاما حتى أذن لهم ملك فارس كورش بالعودة إلى ديارهم وإقامة الهيكل الثاني الذي دمره الرومان لاحقا».
ويصر المتطرفون على اقتحام المسجد الأقصى المبارك في هذه المناسبة ويرفضون إحياءها في كنسهم فقط، وكان إدخال لفائف «الرثاء» وقراءتها داخل المسجد الأقصى من بين الانتهاكات اللافتة .
بالإضافة لتلاوة النصوص التوراتية، يؤدي المتطرفون الصلوات الصامتة والعلنية داخل الساحات وأثناء الخروج من المسجد، كما توثق مقاطع فيديو أداءهم لطقس «السجود الملحمي» (الارتماء أرضًا في باحات الأقصى) بشكل جماعي في الساحات الشرقية، وتعمل الشرطة على إكمال مسيرتهم إلى الأمام بدلا من إخراجهم من الساحات.
ويشجع وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير عملية الاقتحامات وقد اقتحم باحات المسجد منذ توليه منصبه في الحكومة مرات عديدة ، ولم يسلم مصلى قبة الصخرة من الاعتداءات إذ اقتحمته شرطة الاحتلال واعتدت على المصلين والحراس وصادرت أحد مفاتيحه مرات عديدة
ويسعى الاحتلال وجماعاته الاستيطانية لتحويل ما تسمى «ذكرى خراب الهيكل» التوراتية، إلى محطة سنوية لتحقيق قفزات في العدوان على المسجد الأقصى المبارك، وتأسيس الهيكل المزعوم في مكانه.
ومن المقرر أن يشارك وزراء وأعضاء في الكنيست في المسيرة المقررة؛ في إطار النفوذ غير المسبوق للصهيونية الدينية في دولة الاحتلال.
ووفق الوقائع أن المناسبات الدينية مناسبة لفرض وقائع تهويدية ويستغل غلاة المتطرفين مناسباته وأعياده لمحاولة فرض وقائع تهويدية على المسجد الأقصى، في ظل إبعاد عشرات المصلين والمرابطين عنه.
إن المسجد الأقصى يشهد في ذكرى «خراب الهيكل» اقتحامات جماعية وواسعة، وزيادة في أعداد المستوطنين المقتحمين، كما حدث خلال الأعوام السابقة وان حكومة الاحتلال تعطي الأولوية للأعياد والمناسبات اليهودية، باعتبار «المسجد الأقصى مكانًا مقدسًا لليهود» و نظرًا لأن الحكومة اليمينية المتطرفة أصبحت جزءًا من «جماعات الهيكل»، وليست فقط مؤيدة وداعمة لها، في ظل تواجد 16 وزيرًا متطرفًا من أصل 31 داخل تلك الحكومة.
وبين أن هؤلاء الوزراء يُؤيدون فكرة تغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى، وهدمه وإقامة «الهيكل» المزعوم مكانه، كما تتبناها الجماعات المتطرفة.
وتخطط سلطات الاحتلال ، لتحويل باب الرحمة شرقي الأقصى إلى كنيس يهودي، كخطوة نحو تغيير المكان، ووضع موطئ قدم دائم للمستوطنين داخل مصلى باب الرحمة .
ويذكر أن المسجد الأقصى المبارك يشهد تصاعدًا كبيرًا في العدوان عليه من قبل جماعات الهيكل المتطرفة وأن الاحتلال يحاول استهداف الوجود الإسلامي في المسجد الأقصى المبارك، تمهيدًا للسيطرة الكاملة عليه، وعلى كل العقلاء من الاسرائيليين التحرك لإطفاء نيران هذه الحرب الدينية التي في محصلتها المزيد من الدمار وحصد الأرواح فهل من تحرك عربي وإسلامي لحماية القدس ومن تحرك دولي لوأد الفتنه والحرب الصليبية التي يشعل نيرانها هذا المسمى خراب الهيكل الذي هو تزوير وتزييف لحقائق التاريخ.