جفرا نيوز -
انتقد فريق من الخبراء دراسة جديدة زعمت أنه يمكن "تحسين وعكس" مرض التوحد الحاد لدى الأطفال من خلال علاج سلوكي مثير للجدل.
ركزت الدراسة على زوج من الفتيات التوأم من الولايات المتحدة، تطلبت إصابتهما الخطيرة بالتوحد "دعما كبيرا للغاية" في عمر 20 شهرا.
وقال فريق البحث إن أعراض المرض انخفضت بشكل كبير، إلى مستوى لا يمكن تمييزه لدى إحداهن، بعد برنامج من التدخلات المثيرة للجدل لمدة عامين.
وشمل البرنامج تطبيق تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، والذي يهدف إلى تعليم الأطفال المصابين بالتوحد كيفية التصرف بطرق "مناسبة". بالإضافة إلى تقديم نظام غذائي خال من الغلوتين ومنخفض السكر، وعدد من المكملات الغذائية، بما في ذلك أحماض أوميغا 3 الدهنية والفيتامينات المتعددة وفيتامين (د).
لكن الخبراء يقولون إن الدراسة لا تستجيب للمعايير المتعارف عليها.
وقالت الدكتورة روزا هوكسترا، الخبيرة الرائدة في اضطرابات النمو العصبي في جامعة كينغز كوليدج في لندن: "هذه ليست تدخلات طبية قائمة على الأدلة".
وأوضحت أن حجم العينة الصغير للغاية (طفلتين فقط من العائلة نفسها) يعني أنه لا يمكن تعميم النتائج على أطفال آخرين.
واعتمدت الدراسة، التي نشرتها مجلة "الطب الشخصي" غير المعروفة على نطاق واسع، على التقارير القصصية ومعلومات من الوالدين فقط، بدلا من الملاحظات أو التقييمات المستقلة.
وكان الوالدان على دراية تامة بالتدخلات الطبية، وشاركا فيها، لذلك ربما كانت تقاريرهما متحيزة.
وقالت هوكسترا: "إذا استثمرت الكثير من المال وقدرا لا يصدق من الوقت في هذه التدخلات، فمن الطبيعي أن تأمل في رؤية النتائج، ومن المرجح أن تتخيل أي تطور تراه على أنه نتيجة ناجحة. التوحد هو مجموعة من السمات الشخصية، ويمكن لتدخلات معينة أن تساعد الأطفال أو البالغين حقا، وتجعلهم يشعرون وكأنهم جيدون. لكن هذا لا يعني أن شخصيتهم أو كيانهم قد تغير بشكل أساسي".
وقال تيم نيكولز، مساعد مدير الجمعية الوطنية البريطانية للمتوحدين، إن الدراسة كانت "مهينة للغاية" لأكثر من 700 ألف شخص مصاب بالتوحد في المملكة المتحدة.
وتابع: "نحن في حيرة تامة من سبب نشر هذا في الصحف البريطانية. لا توجد أي استنتاجات على الإطلاق يمكن استخلاصها من الدراسة، والإشارة إلى خلاف ذلك هو أمر غير مسؤول. لا يمكن "شفاء" مرض التوحد أو "عكسه". تخيل أنك ترى عناوين رئيسية تشير إلى إمكانية "عكس" جزء أساسي من هويتك".
يذكر أن تحليل السلوك التطبيقي (ABA) يعد مثيرا للجدل إلى حد كبير، لأنه يحاول "تدريب" الأطفال المصابين بالتوحد ليناسبوا معايير النموذج العصبي.
وتقول الجمعية الوطنية للمتوحدين إن هناك قيودا وفجوات كبيرة في دراسة ABA، خاصة فيما يتعلق بالتأثيرات طويلة المدى.