جفرا نيوز -
أُوقدت شعلة الدورة 38 لمهرجان الثقافة والفنون، الأربعاء، في المسرح الشمالي في مدينة جرش الأثرية، معلنة انطلاق نسخة خاصة من التظاهرة الثقافية والفنية التي ستكون متضامنة مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إسرائيلية في فلسطين المحتلة.
وتحتفي الدورة باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، وتقام تحت شعار "ويستمر الوعد". وتبدأ فعاليات برامج المهرجان الفنية والثقافية والفكرية والفلكلورية اعتباراً من ظهر الخميس.
وأوقد شعلة المهرجان الشاعر والوزير السابق حيدر محمود بطريقة مبتكرة، بعد أن حمل المشعل المشتعل ودخل في أحد ممرات المسرح الشمالي، لتظهر صورته في شاشة مثبتة أسفل موقد الشعلة، وتشتعل الشعلة افتراضيا بعد محاكاة من الشاعر.
وحضر رئيس الوزراء بشر الخصاونة بداية حفل الافتتاح، ثم غادر بعد إيقاد الشعلة مباشرة.
وقالت رئيسة اللجنة العليا للمهرجان وزيرة الثقافة هيفاء النجار، إن المهرجان يحتفي باليوبيل الفضي ويؤكد الانحياز للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ويعتز بالمنجز الوطني الذي تعد فيه الثقافة محركا للإصلاح والتنوير.
وأشارت النجار إلى أن الفن جزء من الكبرياء القومي وحضارة كل أمة، ورأت في المهرجان امتدادا لخط النور من عمان إلى القدس وغزة، مؤكدة أن الأردن سيبقى يرمي قصة الصمود في مختلف أنواع الفنون.
وأكد رئيس بلدية جرش أحمد العتوم، استمرار التضامن من جرش مع قطاع غزة ورفض العدوان الإسرائيلي، وقال إن مهرجان جرش ظاهرة اقتصادية وسياحية وثقافية ويحمل رسالة في إبراز الدور الأردني في إثراء الثقافة العربية كما يحمل المهرجان رسائل سياسية وثقافية.
وقُدمت في حفل الافتتاح مجموعة أعمال وطنية تتغنى بالأردن وتاريخه ودوره الكبير والمفصلي تجاه الفلسطينيين.
ومن إنتاج المهرجان، عُرضت "مغناة مملكة الحضارات"، من كلمات حيدر محمود، وألحان وتوزيع الموسيقار المصري أمير عبد المجيد، وأدى المغناة المطربون محمد الحلو ومروة ناجي من مصر، ونداء شرارة ورامي شفيق من الأردن.
كما عُرضت مغناة "ملك القلوب" من كلمات الشاعر علي الفاعوري، وألحان وغناء الفنانة روز الور، وتوزيع المايسترو محمد عثمان صديق.
وأدت الفنانة ديانا كرزون مغناة "موطن عبدالله"، ممن كلمات الشاعر صالح الشادي من السعودية، وألحان وتوزيع الفنان الأردني أيمن عبدالله.
وغنت الفنانة المصرية مروة ناجي الأغنية الشهيرة "أرخت عمان جدائلها" للفنانة القديرة نجاة الصغيرة، من كلمات الشاعر حيدر محمود، وألحان الموسيقار الراحل جميل العاص، وحدثت مروة ناجي الجمهور عن عمّان وأخبرتهم كيف "أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين فاهتز المجد وقبلها بين العينين بارك يا مجد منازلها والأحبابا وازرع بالورد مداخلها باباً بابا وازرع بالورد مداخلها باباً بابا".
وأدى الفنان عمر العبداللات مزيجا من الأغاني الوطنية، وشارك في الحفل الفرقة الاستعراضية - فرقة رف للفنون الأدائية، وأوركسترا المعهد الوطني الوطني للموسيقى بقيادة المايسترو محمد عثمان صديق.
ومن تأليف مفلح العدوان وإخراج ناجي سلامة، عُرضت السردية التاريخية "مملكة الزمن.. ويستمر الوعد".
ويشتمل المهرجان على برنامج ثقافي فكري، يضم مجموعة من الأمسيات الشعرية بمشاركة شعراء من الأردن والعالم العربي، ومؤتمر تجديد الفكر النهضوي، وملتقى تحولات القصة القصيرة، كما يشارك بالمهرجان فنانون معروفون بالأغاني الوطنية والملتزمة، إضافة إلى نخبة من الفنانين الأردنيين.
وسيشهد المهرجان إقامة فعاليات فلسطينية عدة، تأتي بمقدمتها فرقة "صول" القادمة إلى المهرجان من قطاع غزة.
تشارك بفعاليات المهرجان 25 فرقة تمثل فلكور دولها ودولها، إلى جانب العديد من البرامج والمسرحيات التي تعنى بالطفل، فضلا عن وجود مشاركة مهمة لقطاع الشباب من خلال مشاركة 10 جامعات أردنية على مسرح أرتيمس.كما تشارك أكثر من 40 دولة في فعاليات المهرجان من مسرح وشعر وفن تشكيلي، بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين، ورابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب الأردنيين، ورابطة الفنانين التشكيليين.
ويعقد المؤتمر الفكري العربي الثاني عشر الذي ينظم بالتعاون مع الجمعية الفلسفية الأردنية، بعنوان: "تجديد الفكر النهضوي"، وتشارك فيه نخبة من المفكرين والفلاسفة والباحثين العرب في الفكر العربي الحديث والمعاصر، ومهرجان المونودراما بمشاركة أردنية وعربية، وملتقى آلة الناي بمشاركة أردنية وعربية وعالمية.
وفي برنامج الأمسيات الشعرية، سيشارك 31 شاعرا من أهم الشعراء العرب، من بينهم: أدونيس، وأحمد الشهاوي، وعلي الفواز، ودخيل الخليفة، وعبد الله العريمي، وعبدالله عيسى، وهشام الجخ، وإسكندر حبش، و80 شاعرا من الأردن، إلى جانب إقامة ملتقيات عدة منها، ملتقى الفن التشكيلي، بمشاركة 12 فنانا عالميا و20 فنانا أردنيا، وملتقى النحت بمشاركة 12 نحاتا عالميا وعربيا، ونحاتيين أردنيين، كما ستتم إقامة جائزة خليل قنديل للقصة القصيرة، بالتعاون مع رابطة الكتاب.
وضمن فعاليات البرنامج الثقافي، ستقام مجموعة من الندوات الفكرية في الجامعات الأردنية، تحتفي بمناسبة اليوبيل الفضي، وهي ندوات موجهة إلى طلبة الجامعات الأردنية على امتداد الوطن.ويشهد المهرجان إقامة جناح السفارات بمشاركة كل من: السعودية ومصر والكويت وتونس وسلطنة عمان بالإضافة إلى الأردن، وسيشهد الجناح عرضا للصناعات التراثية من هذه الدول، إضافة إلى تراثها، وموروثها، ومنتجها الإعلامي، والمعماري.
ويعقد المعرض الوطني للصناعات الثقافية الإبداعية على هامش مهرجان جرش، والذي ينظم كجزء من فعاليات المهرجان، في شهر آب المقبل ويجمع تحت سقف واحد نخبة من المبدعين والمبدعات الأردنيين في مجالات مختلفة، مثل الفنون البصرية، والحرف اليدوية، والتصميم، والوسائط المتعددة وغيرها، ويعزز هذا الحدث مكانة الأردن كوجهة ثقافية وإبداعية في المنطقة، ويشجع على الابتكار والتطوير المستدام في الصناعات الثقافية.