جفرا نيوز -
د. محمد أبو بكر
استطلاع صدر أخيرًا عن راصد يفيد أن كافة الأحزاب السياسية ستشارك في الانتخابات النيابية المقبلة ، ولا أعتقد بأنّ حزبًا واحدا كانت إجابته بلا ، حين سؤاله عن موقف الحزب من المشاركة .
من الواضح أن الأحزاب التي ستخوض الانتخابات بصورة جديّة وعينها على مقاعد المجلس النيابي الخاصة بالاحزاب لا يتجاوز عدد أصابع اليدين أو ربما أقل من ذلك، وهي الأحزاب التي تمتلك القدرة المالية والبشرية، وتمكنت من استقطاب شخصيات ذات ثقل عشائري ، ولديها فرصة بالوصول للمجلس العشرين .
ومؤخرًا أعلنت أحزاب قوائمها أو جزءًا منها، وقد تشهد الأيام القليلة القادمة إعلان أحزاب أخرى عن قوائمها للإنتخابات، ولكن ما هو موقف باقي الأحزاب، وهي العدد الأكبر والذي يراقب ما يجري دون حول ولا قوة؟.
أكثر من خمسة وعشرين حزبًا ما زالت تشاور نفسها، قد تكون هناك اجتماعات ولقاءات وحوارات بين البعض منها، غير أن المؤشرات توحي بأن تلك الأحزاب أضعف من أن تشارك بصورة فعلية في العملية الانتخابية، ومنها أحزاب وسطية، وهي العدد الأكبر، إضافة للأحزاب القومية واليسارية التي تأمل تحقيق اختراق في العاشر من شهر أيلول المقبل.
يمكن القول بوجود ما يقارب العشرين حزبًا وسطيًا، وهي أحزاب اختارت الإنزواء بعيدًا، فهي غير قادرة على منافسة ما هو موجود على الساحة وخاصة بعض الأحزاب الجديدة، التي تحاول فرض وجودها بقوة، ولديها الإمكانية لإيصال مجموعة من النواب ، تلك الأحزاب التي ترغب بالمشاركة ، ولكنها عاجزة عن تقديم ما يشفع لها.
ماذا عسى تلك الأحزاب أن تفعل ؟ العمل الفردي لتلك الأحزاب هو السقوط بعينه ، وهي تدرك ضعف امكانياتها ، وعدم تمتعها بأي قاعدة جماهيرية، وتفتقر للأسماء الوازنة، عدا عن الفقر المالي الذي تعاني منه، وبالتالي لن يكون أمامها طرح أسماء لخوض الانتخابات، ولكن يمكن لها الإلتحاق بأحزاب كبيرة حفظًا لماء الوجه.
ولكن ؛ يمكن لبعض الأحزاب أن تكون أكثر ذكاء، وتعلن بأنها في مرحلة تثبيت وجودها وترسيخ البناء الخاص بها، وهذا يحتاج لعامين او ثلاثة أعوام على أقل تقدير، والإستعداد لانتخابات 2028، ولكن هذه الأحزاب تفتقر لمن هو قادر من قياداتها على التبرير أو التصريح بما يقنع به المواطن .
أحزاب الوسط مطالبة بعقد تحالفات واسعة، وإن عجزت فعليها الإعلان بأنها ستشارك انتخابا فقط وليس ترشيحًا، فالحزب الذي لن يحقق شيئا في أيلول القادم، فلن يكون أمامه سوى الإستسلام للآخرين، وربما مغادرة الساحة الحزبية، التي لن يكون مجالها سوى للأقوياء القادرين على دخول المجلس العشرين ، لأنّ التنافس السياسي سيكون هناك، تحت القبّة فقط.