جفرا نيوز -
علي ابو حبلة
المخيمات تربك حسابات الاحتلال.. ويبقى السؤال ماذا بعد نور شمس؟ في ظل الصمت الدولي والتغاضي عن جرائم ومجازر إسرائيل وقد باتت تشكل المخيمات الفلسطينية عقدة ومعضلة بالنسبة للكيان الصهيوني وللمستوطنين تحديدًا. فالمسئولون السياسيون والأمنيون يدركون أن الشعب الفلسطيني لم ولن يهزم ولن تنكسر شوكته وهو ثابت ومتجذر في أرضه.
ما أقدمت عليه قوات الاحتلال ليل الاثنين وحتى يوم الثلاثاء من عدوان استهدف مخيم نور شمس، وألحقت دمارا واسعا فى البنية التحتية وممتلكات المواطنين.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من آلياتها تجاه مخيم نور شمس الذى فرضت عليه حصارا مشددا، وسط أعمال التجريف والتدمير، مع تحليق متواصل ومكثف لطيران الاستطلاع.
ودمرت جرافات الاحتلال منذ ساعات الصباح البنية التحتية في حارات المخيم وتحديدا حارة المحجر ومنطقة الجورة في حارة المنشية، وجبل الصالحين، كما تعمدت تخريب الممتلكات العامة والخاصة من منازل ومحال تجارية على طول شارع نابلس المحاذي لمداخل المخيم، وهو المدخل الرئيسي لمدينة طولكرم من جهتها الشرقية.
وفرضت قوات الاحتلال حظر تجول، وأطلقت قوات الاحتلال الأعيرة النارية بشكل عشوائي في محيط مخيم نور شمس مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من المخيم بعد إصابة أحد محولات الكهرباء المغذية له، وسط سماع أصوات انف جارات داخل المخيم.
وجابت دوريات الاحتلال شوارع المدينة، وتحديدا شارع مسجد المرابطين، ودوار العليمي «المحاكم»، ودوار خضوري، وشارع السكة، وشارع نابلس، والأحياء الغربية والشرقية والشمالية، باتجاه الطرق المؤدية إلى مخيم طولكرم،وحاصرت قوات الاحتلال مستشفيي ثابت ثابت الحكومي، والإسراء التخصصي بالمدينة.
ونشرت قوات الاحتلال قناصتها على عدد من البنايات العالية في مختلف أحياء المدينة، في الوقت الذي اقتحمت فيه حي الأقصى في ضاحية شويكة شمال طولكرم، وسط سماع أصوات إطلاق نيران بشكل كثيف.
واحتجزت قوات الاحتلال الطواقم الصحفية أثناء تغطيتها للأحداث في محيط دوار اليونس في الحي الشمالي للمدينة وقامت بمصادرة هوياتهم،وأحدثت قوات الاحتلال تشويشا كبيرا على شبكات الإنترنت في المدينة ومخيماتها.
ومنذ أكثر من عامين، أعلن جيش الاحتلال الصهيوني عن عملية «كاسر الأمواج» العسكرية في شمالي الضفة الغربية في أعقاب عمليات مسلحة في المدن الإسرائيلية وشوارع الضفة المحتلة. أي أن العدوان الجاري ليس جديدًا، حتى لو أطلق عليه الجيش تسمية «البيت والحديقة»، فهو استمرار للعدوان اليومي المستمر منذ أكثر من عامين تقريبا.
ويطلق جيش الاحتلال على العدوان في رسالة داخلية للجنود تسمية عملياته في الضفة الغربية «عملية البيت والحديقة» وهناك تخوف حقيقي من تداعيات عملية نورشمس وتخشى المؤسسة الأمنية والعسكرية من تدحرج كرة الثلج ومن من امتداد المواجهة إلى مناطق مختلفة من الضفة الغربية.
بحسب التقارير الإسرائيلية، فإن جيش الاحتلال يتحفظ من إطلاق عملية واسعة في شمالي الضفة الغربية، وكان يفضل استمرار الاقتحامات المتكررة المحدودة في المحافظات الفلسطينية، لكن تصاعد عمليات إطلاق النار وسقوط قتلى إسرائيليين واستهداف آليات الاحتلال بعبوات مفخخة، زاد من الضغوطات الداخلية وتحديدًا من قبل قيادة المستوطنين على الحكومة لإطلاق عملية واسعة في الضفة الغربية.
مخيم نور شمس والمخيمات الفلسطينية باتت تشكل أسطوره تاريخيه بصمودها وثبات القاطنين فيها في مواجهة أعطى قوه في المنطقة « أمير بوخبوط « المراسل العسكري لموقع ويللا، اعترف أنه «رغم ما تبذله قوات الاحتلال من عمليات ملاحقة مكثفة على مدار الساعة للخلايا المسلحة في الضفة، لكنها لم تنجح حتى الآن في كبح جماح هجماتها، لكن التركيز الإسرائيلي بدا لافتا على مخيم نور شمس ومخيم طول كرم وجنين، إن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف الفلسطينيين وتضيق الخناق عليهم والاقتحامات اليومية والتغول في استباحة الدم الفلسطيني والاعتقالات والاستيطان والتوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي والترحيل ألقسري للسكان الفلسطينيين في القدس وكل فلسطين قد أيقظت في نفوس الفلسطينيون ضرورة مقاومة الاحتلال وإفشال كافة مخططاته.
على المجتمع الدولي أن يدرك مخاطر وتداعيات السياسة الإسرائيلية التي تهدد امن وسلامة المنطقة مما يتطلب من المجتمع الدولي ضرورة المبادرة والشروع بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإجبار إسرائيل على الانسحاب من كافة الأراضي المحتلة بما فيها القدس وغزه وضرورة وقف الحرب وإلا فان المنطقة برمتها قابلة للاشتعال.