جفرا نيوز -
في فيلم "حلوة يا أرضي"، يعيش الطفل الأرمني فريج صراعات إقليم ناغورني كارباخ الذي يعيش حروبا تكدر العيش في منطقة "تشبه الجنة"، تجعل الطفل يعيش نزوحا متكررا ويتنبأ بموت خلال ذكرى الميلاد.
تروي أحداث فيلم "حلوة يا أرضي" من سيناريو وإخراج الأردنية من أصل أرمني سارين هايربديان قصة فتى يُعاصر حرب مُتوارثة عبر الأجيال بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، يدعى فريج الذي يبلغ من العمر 11 عامًا.
يحلُم فريج في الفيلم الذي أنتجته الأردنية عزة حوراني بأن يصبح طبيب أسنان، لكنه يضطر إلى مغادرة مسقط رأسه "آرتساخ" حسب التسمية الأرمنية أو ناغورني كارباخ خلال حرب 2020 مع أذربيجان.
وعُرض الفيلم في المسرح الخارجي الهيئة الملكية للأفلام والمطل على سفوح جبال عمّان ضمن "مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أوّل فيلم"، الذي يتضمن برنامجه 52 فيلما من 28 دولة منتجة ومشاركة في الإنتاج، ويشمل مزيجا من الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية العربية والدولية، بالإضافة إلى الأفلام القصيرة العربية.
وخاضت أرمينيا وأذربيجان الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان الواقعتان في القوقاز، حربين في التسعينيات وفي 2020 من أجل السيطرة على منطقة ناغورني كارباخ، ثم شنت باكو هجوما خاطفا في أيلول/سبتمبر 2023 أتاح لها استعادة السيطرة على هذه المنطقة وطرد الانفصاليين الأرمن الذين كانوا يحكمونها منذ ثلاثة عقود.
"نحن نعود دائما"
يبدأ الفيلم بعرض زفاف جماعي ورقص المدعوين ودعوة رجل دين للإنجاب وعمارة الأرض في "أرتساخ" الاسم الأرمني في ناغورني كارباخ.
يتجول فريج في الحقل، ويعبر عن تخوفه من اندلاع الحرب وهو يقطف الورود، لتقول جدته "نحن نعود دائما ... العيش في أرتساخ يعني وجود حرب".
يحاول الفيلم إلقاء الضوء على حياة شعب في ناغورني كارباخ وتفاصيل الحياة الدقيقة ولهو الأطفال بألعابهم لكن أصوات المدافع تخترق ذلك اللهو إثر اندلاع الحرب في 2020.
وكان من اللافت وجود مشاهد مختلفة ترسيخ فكرة أن الإقليم مستقل، وظهر ذلك في حديث معلمة لطلابها في الإقليم المتنازع عليه، وعند لجوء سكان الإقليم هربا من الحرب، تقول إحدى النساء: "هربنا إلى أرمينيا".
تقول سيدة متذمرة من أهول الحرب في الفيلم، "إن الحرب بدأت منذ اللحظة التي صنعت فيها الأسلحة".
وعند وقف إطلاق النار يعود لاجئون إلى بيوتهم في "أرتساخ"، وكان لافتا "لهفة الأطفال على العودة"، ومشهد المركبة العائدة التي تقود اللاجئين إلى قريتهم وتخترق الضباب في ظل رؤية غير واضحة واتجاه نحو مستقبل تسوده حالة عدم يقين.
بعد الوصول، تبدو بصمات الحرب واضحة في الحرب عبر الدمار، ويصنع فريج سلاحه الخاص "بندقية خشبية" ويلهو بها بين الأشجار، لكن هذا المشهد يغدو حقيقيا لاحقا عند انضمامه وأقرانه من الأطفال إلى معسكرات تدريب.
"سأقاتل"
ينضم أطفال الإقليم إلى معسكرات تدريب بملابس عسكرية تساعدهم على اكتشاف الألغام والتدرب على الأسلحة، لكن فريج يقول إنه "لا يحب المكان".
وفي مشهد قرب الحدود مع أذربيجان، يحدث فريج نفسه بالقتال، بقوله:
"سأقاتل ... لا أحبه لكن إن اضطررت سأقاتل"، ثم يتوقع موته في يوم ميلاده.
هايربديان قالت إن القصة معروفة لدى الأرمن وهي جزء من هوية الأرمن لكنها غير معروفة للعالم فأرادت التعريف بـ"أرتساخ" وحكاية قصتها برواية طفل يعيش فيها.
وسارين هايربديان مخرجة تعمل على أفلام وثائقية، وتلتقط عدستها حكايا أُناس لا يسلط عليهم الضوء قدر المُستحق، ويعد أول ظهور إخراجي لها هو الفيلم الوثائقي "لم ننته بعد"، وهو حائز على أفضل فيلم وثائقي من مهرجان جي آي السينمائي.
ويعد فيلم "حلوة يا أرضي" أول فيلم وثائقي طويل لها، وحصل الفيلم على جائزة IDFA Spotlight Award، وبدعم من ITVS، ARTE، IDA ، أفاق، صندوق الأفلام الأردني، CNC وغيرها.