النسخة الكاملة

"الدفاع المدني" يزف منقذ الأطفال إلى السماء

الثلاثاء-2024-07-02 01:30 pm
جفرا نيوز -
كتب: محمود كريشان

من هنا.. من «حوارة إربد».. شمال القلب والوطن.. خرج شهيدنا الوكيل المسعف، محمد ماجد أحمد الفوارس، ليرتقي إلى وجه ربه، متأثراً بإصابته أثناء قيامه بواجبه المقدس في الحفاظ على الأرواح، بواجب إنقاذ الأطفال في مدينة الألعاب الترفيهية في لواء الرصيفة، ليمضي على طريق الحق والواجب، في قافلة من شهداء الوطن، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه..

«محمد» ذلك الأردني الأبي العشريني، وهو في أول النوار على شجرة العُمر، ضحى بروحه الطاهرة البريئة، لينقذ «أطفال العيد» ويُبقي على إبسامتهم وفرحتهم، ويترك غصة حزن في قلوب كل من عرفه.. بدماثة خلقه وشهامته ونخوته وطيب معشره ومكارم أخلاقه النبيلة، وقد كانت «حواره» قريته الوادعة تترقب موعد زفافه في تشرين أول المقبل، فهو الإبن الأكبر لذويه الذين شيعوه بالدمع السخي..

شهيد الواجب من نشامى مديرية الدفاع المدني الفوارس، الذي يحمل درجة الدبلوم من كلية الدفاع المدني بأكاديمية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للحماية المدنية وإختص في الإسعاف والطوارئ، مستعينا بالله عز وجل ثم بما إكتسبه من علم وتدريب في هذا المجال، ليمضي ببسالة في ميدان الحماية المدنية وأعمال الإنقاذ، ليبقى إسمه في صفحات التاريخ، وليكون صدق إخلاصه وتفانيه قدوة لغيره..

إنهم الكوكبة المؤمنة من رجال الدفاع المدني، الذين يمضون في ميادين التضحية، يباشرون مهامهم في إنقاذ حياة الآخرين، يواجهون المخاطر في سبيل أداء رسالتهم الإنسانية والوطنية، يطرزون معاني الإلتزام والإنضباط والتضحية، وبذل النفيس في أداء الواجب، وهم محل تقدير وإفتخار الجميع، فتضحيتهم رسمت على جبين الوطن، وسام الفخر ومدتهم بقوة الإيمان، وأضحت نبراساً لهمة العمل والتضحية..

ولعلهم الشهداء الأبرار في مواقع الخطر والإستبسال لإنقاذ غيرهم، يمضون ما بين وهج النار أو سيل عارم أو حادثة ما، ينتخون بكل بسالة وشهامة، لإنقاذ المواطنين وكل من يعيش فوق ثرى الأردن الطيب، بروح العسكرية الأردنية الوثابة، والشعار النبيل فوق البوريه، يزين الجبين الوضاء المضمخ بالتضحية والإيثار.. رحم الله الشهيد محمد الفوارس.. رحمة واسعة وألهم أهله وزملاءه ومحبيه الصبر والسلوان.. لا حول ولا قوة إلا بالله.

kreshan35@yahoo.com