جفرا نيوز -
عوني الداوود
غالبا ما تشكّل عطلة الأعياد تحديدا «ترمومتر» المزاج العام، حيث يكون التواصل وجاهيا بين الناس، فتطغى أحاديث العيد وتتقدم قضايا على أخرى.. فكيف اذا كانت عطلة العيد هذا العام نحو 9 أيام وبما يشكّل ثلث الشهر تقريبا وسط أجواء حارّة جدّا، تجاوزت فيها درجات الحرارة معدلاتها المعتادة.
رصد «أحداث وأحاديث العيد» مهمّ لقراءة مرحلة ما بعد العيد.. وما يجب أن يتم التنبّه له لدى صناع القرار.. لأن انعكاسات «المزاج العام» تؤثر في جميع الجوانب خصوصا «الاقتصادية والاجتماعية».. وخلاصة ما تم رصده خلال عطلة العيد ما يلي:
* أولا- اقتصادياً:
1 - إجازة طويلة تعني بالضرورة مصاريف كثيرة (حتى لو اقتصر الصرف فقط على الأكل والشرب).. كما أن موعد الرواتب - بعد العيد - أدى لاعادة ترتيب أولويات الصرف والتي تتقدمها (المعايدات).
2 - عدم توفر سيولة كافية قبل العيد أضرّ كثيرا بمعظم التجار، وتحديدا بمبيعات قطاعي الملابس والأحذية.. وحتى مبيعات محلات الحلويات والشوكولاته ومستلزمات العيد تراجعت قياسا بالاعياد السابقة.
3 - الملاحظة الأكبر هذا العيد تمثّلت بالتراجع الكبير في بيع الأضاحي رغم توفرها بكثرة الى درجة أن أمانة عمّان منحت تراخيص لبيع الأضاحي حتى داخل الأحياء السكنية.
4 -..مما زاد الطين بلّة، عودة قضية استهلاكية مهمة الى السطح وهي (عدم توفر كميات كافية من الدجاج في السوق المحلية) وهي مشكلة بدأت قبل العيد وزادت في عطلة العيد لعدة أسباب منها أن: العطلة طويلة يزداد فيها الاستهلاك والطلب على الدجاج خصوصا مع تراجع الأضاحي، اضافة لتأثير ارتفاع درجات الحرارة الكبير سلبا على انتاج الدجاج، علاوة على تفضيل شركات انتاج دجاج توزيع كميات أكبر على الفنادق والمطاعم بدلا من المولات.. وغيرها من الأسباب.
5 - في المقابل هناك مؤشرات اقتصادية ايجابية خلال عطلة العيد في مقدمتها - ورغم موجة الحرّ الشديد - نشاط السياحة الداخلية حيث بلغت نسبة اشغال الفنادق في العقبة نحو 80 %، وزار تلفريك عجلون ومناطقها خلال عطلة العيد نحو 100 ألف زائر.
* ثانيا - اجتماعياً:
1 - الحدث الأكبر الذي طغى خلال عطلة العيد، قضية (وفيات حجاج وفقدان آخرين) وهي قضية عكّرت المزاج العام ولا زالت تداعياتها متواصلة (رحم الله المتوفّين وأعاد المفقودين لدارهم سالمين).
2 - التحضير لامتحانات «التوجيهي» التي بدأت بعد عطلة العيد.. وامتحانات الجامعات أيضا.
* ثالثا - أمنياً:
1 - العدوان على غزّة (الهمّ الأول لكل الأردنيين والمؤثّر الرئيس على المزاج العام)، حيث يدخل العدوان يومه الـ262، و يواصل العدو الاسرائيلي التنكيل بالابرياء في حرب إبادة إجرامية.
2 - قرع طبول حرب «توسعية» بين اسرائيل ولبنان، لا يقلق الأردن وحده، بل الاقليم والعالم لأن توسيع رقعة الحرب نتائجها كارثية، لطالما حذّر ويحذّر الأردن من توسعتها، وقد حذّر جلالة الملك يوم أمس- خلال لقاء جلالته الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط - من «خطورة توسع دائرة الصراع بالإقليم، مشدّدا على أهمية استقرار لبنان واستدامة الأمن فيه».
3 - الكشف -مع نهاية عطلة العيد- عن قيام مجموعة من الاشخاص بتخزين كمّيات من المواد المتفجرة داخل منزل في منطقة ماركا الجنوبية، الأمر الذي يشير إلى استمرار استهداف الأردن من قبل ارهابيين وخفافيش الظلام.. تتفجر جميع مطامعهم على أيدي فرسان الحق واجهزتنا الامنية وقواتنا الباسلة.. الساهرون دوما على أمن الوطن والمواطنين.
* رابعا- الانتخابات:
- رغم بدء العد التنازلي للانتخابات النيابية المقررة في العاشر من أيلول المقبل، الاّ أنّ الحراك الانتخابي (الذي بدا أكثر وضوحا خلال عطلة العيد) من خلال زيارات وتحركات المرشحين بصورة لافتة..- رغم ذلك - لم يكن بالزخم المطلوب.
* باختصار:
- تطورات المشهد الاقليمي تزيد مرحلة «عدم اليقين» غموضا لدى كثير من المواطنين، الأمر الذي يستوجب الثبات بترتيب الأولويات على النحو التالي:
1 - أمن الأردن أولا.. وتماسك الجبهة الداخلية بالالتفاف حول القيادة الهاشمية المظفرة لمواجهة أية تحديات قادمة.
2 - منعة الاردن وقوته اقتصاديا.. لأن أردن قويا يعني فلسطين قويةويعني جبهة عربية موحّدة في وجه الاطماع الاسرائيلية.
3 - التركيز أكثر على معيشة المواطن - وهذا همّ جلالة الملك الدائم - من خلال توفير جميع المستلزمات الاساسية والمواد الاستهلاكية تحديدا، والاستمرار بسياسة التحوّط.
4 - الحفاظ على سيرورة الحياة الطبيعية، والمضي قدما بالاستعدادات للانتخابات المقبلة، فالظرف يتطلب تجديدا يواكب المتغيرات والظروف، ويمضي بالأردن قدما لتنفيذ رؤى الاصلاح التي أرادها جلالة الملك وولي عهده الأمين لأردن المستقبل.. «سياسياً واقتصادياً وإدارياً».