جفرا نيوز -
بقلم محمد داودية
كم يوماً صمدت الدول الأوروبية الكبرى، في وجه الغزو النازي في الحرب العالمية الثانية ؟!
أكبر صمود حققته النرويج وكان 82 يوماً، من 9 نيسان إلى 15 حزيران 1940.
وصمدت فرنسا 46 يوماً، من 10 أيار إلى 25 حزيران 1940.
وقاومت بولندا 35 يوماً، من 1 أيلول إلى 6 تشرين الأول 1939.
وصمدت بلجيكا 18 يوماً، من 10-28 أيار 1940.
وصمدت هولندا 5 أيام، من 10-15 أيار 1940.
وقاومت لوكسمبورغ يوماً واحداً، هو يوم 10 أيار 1940.
واستسلمت الدنمارك يوم 9 نيسان 1940، بعد مقاومة لم تزد على 6 ساعات !!
المقاومة الفلسطينية الراهنة، تصمد منذ نحو 240 يوماً، أمام آلة عسكرية إسرائيلية متوحشة، أعتى من الآلة العسكرية النازية، مدعومة بإسناد غربي، عسكري ومالي واستخباري ودبلوماسي، أقلها أنه يجعل كيان الاحتلال الإسرائيلي قادراً على الإفلات من العقاب !!
المؤرخ اليهودي النزيه إيلان بابيه، يرى أنها «حرب ستستغرق سنتين».
مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي قال في مقابلة مع هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة «ربما أمامنا سبعة أشهر أخرى، أي حتى نهاية 2024، من القتال لتدمير سلطة حماس وقدراتها العسكرية».
المقاومة الفلسطينية المشروعة للاحتلال الإسرائيلي، بدأت مبكرا وقبل اكثر من 100 عام، اي مع انفلات المشروع الاحتلالي التوسعي الصهيوني على أرضنا العربية الفلسطينية، وسيظل مندلعاً إلى أن يعترف المجتمع الإسرائيلي، الغارق في الغرور والخرافة، ان الغاء الشعب العربي الفلسطيني وشطب حقوقه وامتهان كرامته، وهمٌ صافٍ.
ولا يقلل من هذا الحق الأبلج ولا يوقف مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، الإفراط في العنف، الذي يتابعه العالم بثاً حياً، يثير حفيظة الرأي العام العالمي وسخطه ويؤلبه على جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية الموصوفة.
ومن حيث لم يحتسب ولم يتوقع كيان الاحتلال الإسرائيلي، فقد وضع شلالُ الدمِ الفلسطيني، القضيةَ الفلسطينية على رأس اهتمام كل بني البشر، مما جعل مكافحة الاحتلال الإسرائيلي ومقاومته، مهمة فوق فلسطينية، مهمة أمم العالم كافة، وعلامة ذلك ما يمور في شوارع العالم من تضامن مع قضية الشعب العربي الفلسطيني العادلة.