جفرا نيوز -
بقلم محمد داودية
الاستقلال الأردني ليس انفصالاً عن الأمة العربية العظيمة، و لن يكون، بل هو أحد أعمدة ارتكاز وحدة الأمة وحريتها.
ظل استقلالنا متلازماً مع تحديات نوعية عميقة تطال بلادنا، اقتصادية وأمنية، وظل التغلب على التحديات، متلازماً مع بلادنا أيضا، مدعّماً بالرشد والرضى.
ويجدر أن نتذكر، أن التحديات الهائلة التي تلازم الكيان الإسرائيلي، تفوق مرات ومرات، ما يواجهنا من تحديات.
وأن نتذكر ان الدول والتحديات توأم سيامي.
لا تُحصى المرات التي ظُلِمت فيها بلادنا الأردنية العربية العظيمة، والمدهش أنه ظلمٌ غبي ساذج، ينهار ويتهاوى أمام الأرقام والحقائق والمعلومات، المتاحة للجميع.
لقد أُشِيع جهلاً وزوراً وحِقداً، أنّ الأردن كيانٌ مصطنع أوجده الإنجليز واليهود. وأنّه صُمّم ليلعب دوراً وظيفياً، وليكون منطقةً عازلة بين العرب واليهود buffer zone.
والحقيقة الأولى هي ان ثائرة إسرائيل لم تتوقف حتى اليوم، على قيام إمارة شرق الأردن، وعلى استقلال المملكة الأردنية الهاشمية.
والحقيفة الثانية هي ان الأردن هو الذي يقف في وجه المشروع التوسعي الصهيوني ويحمي حدوده، كما يحمي أرض العرب ما وراء حدوده، ولا يقف الأردن عازلاً او حائلاً بين الجيوش العربية وتحرير فلسطين !!.
والحقيقة الثالثة النجلاء، هي أنّ اليهود يعتبرون وجودهم في الأردن، سابقاً على وجودهم في فلسطين !! ويعتبرون الأردن أرض إسرائيل الشرقية !! ويعلنون أن لنهر الأردن ضفتين، كلتيهما لإسرائيل !!.
وهذا ما جاء حرفياً في كتاب «رحلة إلى الماضي» لأرنون سوفير أستاذ الجغرافيا في جامعة حيفا:
«كانت إمارة شرق الأردن جزءاً من أرض إسرائيل، وفي سنة 1922 سُلِخت وأُخرجت من نطاق الوطن القومي اليهودي. ونهر الأردن الذي كان فاصلاً بين أرض إسرائيل الغربية وأرض إسرائيل الشرقية، أصبح حدوداً غربيةً بعد أن رسمتها السلطة البريطانية».
الحقائق تكشف أن الحركة الصهيونية قاومت إعلان إمارة شرق الاردن عام 1922، بزعامة الإرهابي زئيف جابوتنسكي، عندما أَخرج الأمير عبد الله بن الحسين، وزعماء القبائل الوطنيون الأردنيون، الأردنَ من وعد بلفور عام 1922.
واعتبرت «حركة المقاومة اليهودية» المكونة من منظمات الهاغاناة والأراغون وشتيرن، «المحاربون في سبيل حرية إسرائيل»، كلّ يهودي على أرض فلسطين، عضواً في «حركة مقاومة فصل شرق الأردن عن الوطن اليهودي ومنحه الاستقلال». كما جاء في اسبوعية The Jewish Standard 29 March 1946.
وقاومت الحركة الصهيونية موافقة بريطانيا على استقلال الإمارة، التي أُعلنت المملكة الأردنية الهاشمية في 25 أيار عام 1946.
فعن أي منطقة عازلة يتحدث المزورون الحاقدون، والجاهلون، والمغرر بهم ؟!.
لقد ظل «الكيان الأردني المصطنع العازل» صامداً يذود ولا يزال وسيظل يذود عن أمته، وعن حرية شعب فلسطين العربي، وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وظل عبد الله الثاني، ملِكُه الهُمامُ ذو الحكمة والحنكة يعني ما يقول:
كلا على القدس،
كلا للوطن البديل،
كلا للتوطين !!
وسنظل معه، ملتفين حوله، أردنيين وفلسطينيين وعرباً.