النسخة الكاملة

ماهي ملامح ودلالات نتائج انتخابات الجامعة الأردنية؟

الخميس-2024-05-23 09:34 am
جفرا نيوز -
أظهرت نتائج انتخابات مجلس طلبة الجامعة الأردنية تفوقاً لقائمة النشامى والمستقلين بحصولهم على غالبية المقاعد سواء فيما يتعلق بالمقاعد المخصصة للكليات والمقاعد المخصصة على مستوى الجامعة بشكل عام.

وفي قراءة لتجربة انتخابات الجامعة التي تحاكي الانتخابات النيابية المقبلة، فإن عدد المقاعد بشكل عام (111)، تم تخصيص (93) منها كمقاعد على مستوى الكليات وهي تشابه فكرة القوائم المحلية، وتم تخصيص (18) منها للقوائم على المستوى الجامعة وهي تشابه فكرة القوائم الوطنية العامة.

ووفق الأرقام النهائية فقد حصلت قائمة النشامى والمستقلين على (57) مقعداً مقابل (36) لقائمة أهل الهمة المحسوبة على التيار الإسلامي، وعلى مستوى مقاعد الجامعة الـ (18) تم تناصف المقاعد بحصول النشامى والمستقلين على (9) مقاعد وقائمة أهل الهمة على (9) مقاعد، ما يعني بالمحصلة أن مجموع مقاعد التيار الإسلامي كاملة هو (45) من أصل (111)، وهو رقم لا يشكل الأغلبية والاكتساح الذي حاول ترويجه أنصار التيار المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، في لعبة مكشوفة كان مُرادها تضليل الرأي العام عبر اللعب بلغة الأرقام، حيث روجوا أنهم حصلوا على نصف المقاعد، وهذا صحيح فقط على مستوى القائمة العامة في الجامعة، أما في المجموع العام فإن الغلبة كانت لقائمة النشامى والمستقلين.

ما حصل في انتخابات الأردنية تجربة مهمة في مسار تجذير العمل الطلابي الديمقراطي، ويعكس حرصهم على تقديم نموذج متقدم على طريق انخراطهم ومشاركتهم في العمل الحزبي، وهي مسألة طالما آمنت بها الدولة الأردنية، وعكستها قولاً لا فعلاً في عملية التحديث الشاملة والتي أفضت إلى تعبيد الطريق أمام مشاركة أوسع للشباب في الانتخابات، وزيادة فرصهم في حجز مقاعد بمجلس النواب، عبر تخفيض سن الترشح وعبر تقديم تفضيلات لهم في القوائم العامة، وتقديم حوافز مالية للقوائم الحزبية التي تضم في قوائمها مرشحين من الشباب.

وإزاء هذه الصورة المشرقة التي نسعى جميعاً إلى تجذيرها، فلا يصح أبداً ما يقوم به البعض من ممارسات تضليل الرأي العام، ومحاولة ليّ ذراع الحقائق، والعيش بأوهام برهنت الأيام أنها تضر أصحابها قبل غيرهم، فعلى الجميع أن يؤمن بالعملية الديمقراطية ونتائجها، وأن لا يفصلها حسب مقاسه ورغباته، وأن يكون منصفاً في الحكم عليها، فتكون نزيهة متى ما حصل على عدد كبير من المقاعد، وتكون مزورة برأيه إذا حصل على مقاعد تعكس وزنه الحقيقي، وخلاصة القول هنا: الشمس لا تغطى بغربال، ومبارك لطلبتنا في الجامعة الأردنية عرسهم الديمقراطي.

الدستور - محرر الشؤون المحلية