جفرا نيوز -
لا تزال قضية العثور على موظف سابق في بوينغ، معروف بإثارة المخاوف حول معايير إنتاجها، ميتاً في الولايات المتحدة بعد أيام قليلة من الإدلاء بشهادته في دعوى قضائية ضد الشركة، تتفاعل بعد غموض وشكوك حول انتحاره.
إلا أن الجديد في القضية هو تأكيد انتحاره فقد توصل تحقيق مكثف لإنفاذ القانون إلى أن سبب وفاة جون بارنيت، المبلغ عن مخالفات شركة بوينغ، كان انتحاراً، وفقاً للوثائق الصادرة يوم الجمعة عن إدارة شرطة تشارلستون، بحسب شبكة "سي إن بي سي نيوز".
وأشارت الوثائق التي نشرتها الشرطة، الجمعة، إلى أن المسؤولين قبلوا الانتحار كسبب لوفاة بارنيت. وأغلق المحققون القضية بعد تلقي تقرير يفيد بأن الرصاصة أطلقت من سلاح ناري موجود في يد الضحية، فيما تشريح الجثة المكتمل من مكتب الطبيب الشرعي يؤكد أن بارنيت مات منتحراً.
كما قام المحققون بتفصيل محتويات دفتر ملاحظات يحتوي على بصمات أصابع بارنيت الذي تم العثور عليه بجانبه في مقعد الراكب بالسيارة والذي، وفقاً للشرطة، يحتوي على "ما يرقى إلى مستوى رسالة انتحار".
الأم تحمّل بوينغ المسؤولية
بدوره قال متحدث باسم شرطة تشارلستون في بيان: "ما زلنا ندرك تماماً مدى الحساسية والمصلحة العامة المحيطة بهذه القضية". وأضاف "من المهم التأكيد على أن تحقيقاتنا كانت تسترشد بشكل صارم بالحقائق والأدلة، بينما ظلت من دون أي عائق بسبب التخمينات والضغوط الخارجية".
من جانبها قالت والدة بارنيت، فيكي ستوكس، لشبكة "سي بي إس نيوز" في أبريل/نيسان، إنها تحمل عملاق تصنيع الطائرات المسؤولية والتي تركت ابنها في النهاية يائساً.
وكان بارنيت في تشارلستون بولاية ساوث كارولينا للإدلاء بشهادته في قضية المبلغين عن المخالفات ضد شركة الطيران، عندما عُثر عليه ميتاً في 9 مارس متأثراً بطلق ناري في سيارته في ساحة انتظار السيارات بالفندق الذي يقيم فيه، وكان عمره 62 عامًا.
في حين خلص تحقيق أولي أجراه الطبيب الشرعي بالمقاطعة حينها إلى أن وفاة بارنيت كانت انتحارا "واضحا"، لكن الشرطة قالت إنها ستواصل التحقيق بعد طلبات من عائلة بارنيت ومحاميه.
وفاته أثارت التكهنات
وأثارت وفاة بارنيت تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي مفادها أن الأمر قد يكون متعلقا بجريمة.
يذكر أن بارنيت عمل في شركة بوينغ لمدة 32 عاماً، شغل في الأعوام السبعة الأخيرة منها منصب مدير الجودة. وأصبح مُبلغاً عن المخالفات في مصنع كارولينا الجنوبية، الذي يصنع طائرة 787 دريملاينر. واستقال من الشركة في عام 2017، بسبب ضغوط العمل.
خلال ذلك الوقت، ظهرت لديه مخاوف بشأن الطريقة التي تعمل بها الشركة. وقبل استقالته، قدم شكوى إدارية إلى إدارة السلامة والصحة المهنية.
وقالت الوكالة إنه ليس لديها سبب معقول للاعتقاد بأن بوينغ انتهكت قوانين الإبلاغ عن المخالفات. ثم رفع دعوى قضائية في عام 2021، مدعياً فيها سلسلة من المخاوف المتعلقة بالسلامة. من بينها: سقوط نشارة التيتانيوم الضالة في الأسلاك الكهربائية، وخزانات الأكسجين المعيبة، والمديرين الذين يحثونه على التقليل من الأمور.
وقال رودني بارنيت إن شقيقه أخبره أنه بدلاً من معالجة مخاوفه، عرضته الشركة للانتقام بسبب تحدثه علناً، لافتا إلى أن شقيقه لم يكن من النوع الذي يتراجع.