جفرا نيوز -
أصدر نتانياهو أوامر بشراء 40 ألف خيمة إيواء من الصين بهدف نصبها في قطاع غزة، في إطار التحضيرات لعملية عسكرية برية في منطقة رفح أقصى جنوب القطاع، وهذه المدينة تعد الملجأ الأخير للفلسطينيين النازحين في غزة، في حين أكدت أمريكا أن خطة إخلاء الجزر الإنسانية غير قابلة للتنفيذ وفق اندبندنت عربية.
الغريب في هذا التوجيه، أن إسرائيل بنفسها قامت بشراء خيام الإيواء هذه المرة، في وقت كانت على مدار أشهر الحرب الستة الماضية تعتمد على المنظمات الدولية ومؤسسات الإغاثة العالمية في عملية شراء وتوزيع خيام الإيواء ومساعدة النازحين.
ونشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني مناقصة لشراء 40 ألف خيمة إيواء تتسع الواحدة منها لنحو 12 شخصاً، وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" فإن المؤسسة الأمنية في تل أبيب تخطط لتوفير مساحة لقرابة 480 ألف شخص تنوي نقلهم من رفح إلى مناطق نزوح جديدة.
وتقول "كان" إن "الهدف من عملية الشراء هو تمهيد الطريق للانتشار العسكري في المستقبل القريب، لكن الغريب أنه لا يوجد أي إخطار رسمي من الحكومة الإسرائيلية بشأن شراء الخيام ويبدو أن هذه الخطوة تأتي على حساب نتانياهو شخصياً".
وبحسب المعلومات المتوافرة حول الخيام الصينية، فإنه، حتى اللحظة، لم ترسُ المناقصة على أي طرف، وهذا يعني أنه لم يتم شراؤها أو نقلها إلى تل أبيب، لكن نتانياهو طلب الاستعجال في الأمر ونقل الخيام الجديدة إلى قطاع غزة فور وصولها لإسرائيل، وتحديد مواقع واضحة في القطاع، لنصب المعسكرات فيها والبدء في نقل المدنيين إليها.
من غير الواضح أين سينوي نتانياهو نصب الخيام الصينية في غزة، إذ لم يتبق مكان آمن داخل القطاع، وبحسب هيئة الأمم المتحدة، فإن محافظة رفح أصبحت الملجأ الرئيس للنازحين حيث يعيش فيها أكثر من 1.4 مليون شخص، كما لا يمكن الحديث عن السلامة في أي مكان، فالناس ينامون في الشوارع في العراء، وبعضهم لم يتمكن حتى من اتباع أوامر الإخلاء.
في الواقع، اجتاحت إسرائيل مختلف أراضي الجزء الشمالي من القطاع وخان يونس جنوباً ومخيمات محافظة دير البلح (البريج والمغازي)، وبدأت في عملية عسكرية يبدو أنها محدودة في مخيم النصيرات ودير البلح التابعين للمدينة نفسها، وهذا يعني أنه لا يوجد مكان للنازحين الموجودين في رفح للفرار إليه، إذ بسبب عمليات التوغل البري دمّر الجيش جميع المناطق التي دخلها وجعلها غير صالحة للعيش.
ووفقاً للتوقعات، فإن نتانياهو يخطط لنقل النازحين إلى شمال القطاع، وذلك بعد انتهاء الجيش من تفكيك قدرات "حماس" هناك، وفي أرض الواقع تشير المعطيات لذلك، إذ وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي على عودة النازحين للجزء الشمالي من غزة، وجاء ذلك ضمن محادثات الهدنة الإنسانية وصفقة التبادل التي يعمل عليها الوسطاء بمن فيهم الأمريكيون في العاصمة المصرية القاهرة.
وبشكل واضح قال نتانياهو "يقال لنا لا يمكنكم الدخول إلى رفح، إذا دخلتم ستحدث كارثة إنسانية، وسيسقط كثير من الضحايا، هذا ليس صحيحاً، هناك أماكن كثيرة شمال قطاع غزة يمكن للمدنيين الذهاب إليها خلال قيام الجيش بعملية في رفح، بعدما نقلناهم إلى الجنوب، الآن يمكنهم العودة إلى الشمال، يمكنهم العودة مع خيامهم أو العيش في معسكرات سوف نقيمها شمالاً، سنضمن توفير الماء والغذاء والدواء للمدنيين".
وبما أن نتانياهو الشخص الوحيد في إسرائيل الذي يتحدث عن الهجوم على رفح وقال إنه جهّز خطة لذلك، فإن خطته بحسب معلومات "اندبندنت عربية" تتضمن إقامة معسكرات للنازحين في مناطق شمال غزة بالقرب من البحر، وسيعمل على فتح ثلاثة منافذ عسكرية مهمتها تفتيش العائدين من الجنوب.
وبعد إتمام عملية إجلاء المدنيين وإيوائهم في مخيمات النزوح التي سينصب فيها نتانياهو الخيام الصينية، سيطلب الجيش الإسرائيلي من النازحين عدم الانتقال إلى مناطق سكنهم في الشمال، وعليهم المكوث في معسكرات الإيواء طيلة فترة القتال، ومن يخالف التعليمات سوف يعرّض حياته للخطر.
ووفقاً لخطة نتنياهو، فإنه سينقل نحو 480 ألف شخص نازح إلى شمال غزة، وسيتبقى نحو 950 ألف نازح في محافظة رفح سيعمل على توزيعهم في مناطق محددة وسط القطاع.
وحدد نتانياهو عدد النازحين بناء على إجمالي الخيام التي اشتراها من الصين، إذ طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي نحو 40 ألف خيمة، وستؤوي الواحدة منها عائلة.
وعرض نتانياهو خطته على مسؤولين أمريكيين لكنّ البيت الأبيض يعتقد أن اقتراح إسرائيل بإجلاء ما يزيد على مليون نازح في رفح غير قابل للتنفيذ.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي "لم نرّ خطة ذات مصداقية من الحكومة الإسرائيلية بشأن كيفية حماية مئات الآلاف من المدنيين في جنوب غزة، لا يمكننا دعم عملية في رفح ليست لديها خطة قابلة للتنفيذ، الحكومة الإسرائيلية لديها خطة إخلاء تسمى الجزر الإنسانية وهذه غير قابلة للتنفيذ".