جفرا نيوز -
قال رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، إن الأردن ومنذ عهد الامارة، ارتبط عروبيًا ودينيًا بأمته ، ورفض الهاشميين المساومة على اي شبر من الاراضي العربية ، فالشريف الحسين بن علي نفي الى قبرص ، بسبب رفضه الوطن القومي لليهود في فلسطين ، ورفضت سلطة الانتداب البريطانية طلبًا من المرحوم جلالة الملك عبدالله الاول والمرحوم الملك فيصل الاول ملك العراق ، ان يقيم الشريف الحسين في عمان او بغداد ، وبعد وفاته دفن في المسجد الاقصى المبارك .
وأضاف خلال الكلمة التي القاها اليوم بداية الجلسة التي عقدها مجلس الاعيان لمناقشة عدد من القوانين ، أن جلالة الملك عبدالله الاول رحمه الله ، ومعه قواتنا المسلحة والمتطوعين من أبناء العشائر الاردنية ، فقد دافع عن فلسطين بكل بسالة ، وتمكن من الحافظ على الضفة الغربية واستشهد في القدس .
اما جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه فقد نذر نفسه دفاعا القضية الفلسطينية ، وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، فقد رفض جلالته توقيع اتفاقية سلام مع دولة الاحتلال ، الا بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة رغم الضغوظ التي تعرض لها ، وجلالته لم يوقع اتفاقية وادي عربة ، الا بعد توقيع اتفاقية اوسلو بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية .
كما اكد الفايز ان جلالة الملك عبدالله الثاني ، يضع القضية الفلسطينية في مقدمة الاولويات ، فما تزال مواقف جلالته ، في تصديه لصفقة القرن ونقل السفارة الامريكية الى القدس حاضرة بيننا ، كما تصدي جلالته بقوة وصلابة ، لمحاولات العبث بثوابتنا الوطنية والتجاوز على حقوق الشعب الفلسطيني ، فلاءات جلالته يعرفها القاصي والداني " لا للوطن البديل ، ولا للتوطين ، والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية خط احمر " .
وبين انه ومنذ العدوان الاسرائيلي الغاشم ، على الشعب الفلسطيني في قطاع غزه والضفة الغربية المحتلة ، فقد سعى جلالتة الى وقف هذا العدوان السافر ، وكان خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ، والدولة الاردنية بمؤسساتها المختلفة ، واضحا وحازما وشديد اللهجة ، فقد وصف جلالته الجرائم الاسرائيلية " بجرائم حرب ، وحرب ابادة " ، واكد جلالته ان لا استقرار في المنطقة ، الا من خلال ايجاد افق سياسي ينهي العدوان ، ويمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه واقامة دولته المستقلة ، لهذا كانت مواقف الأردن قيادة وشعبا ، نصرة للشعب الفلسطيني ، مواقف مشرفة لا تقبل المزايدة من أي جهة .
وقال ان جلالة الملك هو رأس الحربة في الدفاع عن القضية الفلسطينية ، وفي السعي لوقف العدوان الإسرائيلي وكشف ممارسات دولة الاحتلال الوحشية للعالم ، وقد اثمرت جهود جلالته واتصالاته ، مع زعماء الدول ومختلف القادة السياسيين ، في تغيير كثير من السياسات الغربية ، واصبح الغرب يتحدث بقوة وصراحة ، حول ضرورة قيام الدولة الفلسطينية .
واكد ان الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ، لن يلتفت الى المشككين وسيبقى الأقرب الى فلسطين ، ولن يتوانى لحظة عن مواصلة نصرة شعبنا المناضل ، وما يقوم به جلالة الملك ، من إشراف مباشر على إرسال المساعدات الإنسانية والطبية وانزالها للاشقاء بيديه اه ، عمل لم يشهد التاريخ مثيلا له ، ولم يسجل ان قام قائدا وزعيما ، بمثل هذا العمل وهذه المخاطرة ، إلا جلالة الملك الذي اثر بنفسه مواجهة المخاطر نصرة لأهلنا في قطاع غزه ، مؤكدا جلالته ان هذا واجب الأردن تجاه الأشقاء في فلسطين ، وليس منة عليهم .
كما ان جلالته ومن خلال هذا العمل الشجاع ، إنما يريد ان يبعث برسالة للعالم اجمع ، بأن نصرة الملهوف وإغاثة المحتاج ، هي ممارسات وأفعال تنبع من الضمير الإنساني ، وتسبق أية حسابات سياسية وصفقات مشبوهة.
واضاف الفايز " للاسف اقول ، هناك اليوم من يحاول تشويه المواقف الاردنية المشرفة ، تجاه نصرة شعبنا الفلسطيني ، في الوقت الذي خبت فيه اصوات كثيرة ، وهناك من يحاول ان يتجاوز على الثوابت والمرجعيات الاردنية ، بحثا عن شعبوية زائفة " .
وقال لم يتواني هؤلاء من اتهام الاردن بالخيانة ، ورجال الامن بالخونة والصهاينة ، بهدف ايقاع الفتنه بين مكونات نسيجنا الاجتماعي ، غير ابهين بتضحيات الاردنيين ومواقف قيادتنا الهاشمية تجاه فلسطين ، هذا بالاضافة الى التعرض للممتلكات العامة وتخريبها ، وكل ذلك يتم بشكل مدروس ، بهدف توجيه الانظار الى الداخل الاردني ، وعدم التركيز على العدوان الاسرائيلي .
واشار الى ان الاردنيين في المدن والقرى والبوادي والمخيمات ، ليسوا بحاجة الى اية جهة تستنهضهم لنصرة الشعب الفلسطيني ، وليعلم هولاء ان الاردنيين اثروا على انفسهم كل شيء ، من اجل تقديمه للاهل في فلسطين ، ونذكر هؤلاء بان دماء شهداء قواتنا المسلحة ، ما زالت ندية على ثرى الاردن في معركة الكرامة وعلى اسوار القدس وفي اللطرون وباب الواد ، وفي الجولان السوري المحتل .
وقال اننا في الوقت الذي نقدر فيه جهود اجهزتنا الامنية ، ودورهم في حماية الوطن ، فأننا نؤكد ضرورة تطبيق القانون بحزم على هذه الفئات ، فلا يجوز السماح لهولاء ، تحويل التضامن في الاردن مع شعبنا في غزة وعموم فلسطين ، من ملف سياسي الى ملف امني للعبث باستقرارنا .
واكد رئيس مجلس الاعيان ان الشعب الاردني الذي انتفض من اجل فلسطين ، ومن اجل عدم تشويه مواقفه العروبية النقية ، عليه التصدى لهؤلاء ، ولكل محاولاتها المس بامننا الوطني ، وذلك لتمكين الاردن من مواصلة معركة الدفاع عن الثوابت الاردنية والفلسطينية ، والتصدي لمخططات اسرائيل التوسعية ، وسعيها لفرض التهجير القسري على الشعب الفلسطيني .
وقال اننا في مجلس الاعيان نؤكد بان التظاهر حق مشروع للجميع ، وان التضامن مع اهلنا في غزه واجب وطني يعبر عن ضمير الاردنيين جميعا ، ويعكس مواقف الدولة بكافة مؤسساتها ، فالاردن منذ التأسيس حمل الهم العربي ، وانبرى للدفاع عن القضية الفلسطينية .
واضاف " انني اؤكد ايضا ، بان لا احد يمكنه ان يشطب من التاريخ ، دماء الاردنيين وتضحياتهم ، ولا من الحاضر مواقفهم المشرفة ، من اجل الحق العربي والفلسطيني ، لكن الاردنيين لن يقبلوا ان تتحول المظاهرات والوقفات الاحتجاجية ، الى منابر لزرع الفتنة ، وساحة لتنفيذ مخططات الغير ، او لتجريم الدوله وتجريحها وتخوينها ، او ان تتحول هذه المظاهرات ، الى حركات مشبوهة لاضعاف الوطن ودب الفتنة والفوضى به " .
وقال الفتايز اننا نرفض بث الاشاعات والاخبار الكاذبة ، واطلاق الشعارات المغرضة ، بهدف النيل من مواقف جلالة الملك وشعبنا المساندة لشعبنا الفلسطيني ، وفي الوقت الذي ندرك فيه ان الدولة الاردنية دولة راسخة ثابتة قوية ، وانها اقوى واكثر حكمة وعقلانية ، وتتعامل باسلوب امتصاص الغضب حفاظا على السلم المجتمعي ، الا اننا نؤكد ضرورة التصدي بحزم ، لكل يد مرتجفة تسعى للعبث بأمن الأردن واستقراره .
واكد وقوف مجلس الاعيان خلف جلالة الملك عبدالله الثاني ، وان المجلس يدعم ويساند ويبارك جهود جلالته ، من أجل الحفاظ على ثوابتنا الوطنية ودعم قضايا امتنا العادلة ،وعلى رأسها القضية الفلسطينية ،ونؤكد بأن شعبنا الاردني الحر سيتصدى بحزم ،لكل يد مرتجفة تسعى للعبث بوحدتنا ، او تنال من تضحيات الاردنيين.