جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فارس الحباشنة
قيد الطباعة ، و سيصدر الاسبوع المقبل . قرأت اقصوصات و اوراقا و فصولا مبعثرة من الكتاب .
و استعجلت الكتابة لا اكثر من سبب .
و لان الكتابة عن وصفي التل و حقبة الستينات و السبعينات من القرن الماضي لم تأخذ حقها من النشر و التأليف .
و هي حقبة كحقل الالغام ، و يتوسدها كثير من الالتباس و المنع و الحظر بالنشر و الكتابة .
كثيرون غير اردنيين كتبوا عن وصفي التل و احداث ايلول و اردن التأسيس ، واردن ما بعد تعريب الجيش و الاستقلال ، وحرب 67 ، و حرب الاستنزاف و الكرامة .
و المؤرخ و السياسي الاردني صامتا ، و حجز مقعدا في زوايا الفرجة ، و تجنب البوح و الكتابة عن حقبة وصفي التل واحداث ايلول ، و حرب 67 ، و اعوام ساخنة و فاصلة من تاريخ الاردن الحديث .
و طبعا ، ما تتابعون من احاديث و كلام اشبه بالثرثرة الزائدة يبث عبر قنوات عربية .
وكلام للاسفاف الاعلامي ، وكلام يعاد انتاجه مرحليا تحت ضغوطات سياسية و لابتزاز الاردن ، وروايات اخرى تجير لمصلحة دول اقليمية تناكف الاردن ، و تسعى الى تمرير اجندات سياسية ، و يوظفون وزراء سابقين و غيرهم في حملات البروغاندا الدعائية ضد الاردن ووصفي التل و اردن
تعريب الجيش ، و حقبة ما بعد الاستقلال .
و لا ابالغ ابدا اذ اقول ان كتاب الزميل محمود كريشان المعنون ب وصفي التل" الملف رقم صفر " من اهم الكتب الصادرة حديثا في الاردن .
و الزميل كريشان ارسل لي نسخة قبل الطباعة ، و لا ابالغ اذ اقول ان هذا الكتاب من اهم الكتب عن الشهيد وصفي التل و احداث ايلول .
و الكاتب بالوثائق و الشهادات التاريخية ارخ الى حقبة وصفي التل و احداث ايلول .
و المنعش في الكتاب انه يؤرخ لشهادات صادقة ونادرة ، ولاول مرة تتحدث عن وصفي التل و احداث ايلول .
ولأن اغلب ما سمعنا من شهادات حول وصفي التل واحداث ايلول من انتاج و طباعة وتغطية "حركة فتح" ، و فصائل فلسطينية مناوئة للاردن و النظام السياسي الاردني .
و شهادات اخرى ناقمة و اخرى ثأرية ، و شهادات نادمة ، وشهادات مطبوعة في عواصم دول اوروبية .
و شهادات لتيارات سياسية يمينية و اسلاموية و متأمركة ، و اخرى رجعية و يسارية ملونة ، وملئية بروايات مظللة و مودلجة .
الزميل كريشان في منشوره الورقي " الملف صفر ".. ينشر لاول مرة رواية ابراهيم سلامة "غدا ندخل المدينة " و اعتراف وصفي التل له بان المخابرات الامريكية تخطط لاغتياله .
و في فصل سري للغاية ، ينشر حوارا حصريا قائد الاستخبارات الاردنية في احداث ايلول اللواء محمد بشير الشيشاني .
و شهادات الشيشاني هامة تاريخيا .. و لا اول مرة تنشر ، و يفند الشيشاني كثير من سرديات مغلوطة و مخادعة عن احداث ايلول والشهيد ووصفي التل .
و في الكتابة عن احداث ايلول والشهيد التل ان كثيرين من الشهود على الحقبة سوى اردنيين او فلسطنيين اوعرب تحولوا و تلونوا سياسيا ، ومن الاردنيين شخصيات سياسية كانت معادية و مناوئة لمشروع وصفي التل والدولة الاردنية .
و سياسيون اعتنقوا حركة "عقيدة فتح "و مشروعها في صناعة و ترحيل الفوضى و الفتن الى البلاد العربية ، و البندقية المأجورة ، و نقلها من كتف الى كتف في سفك الدم العربي البريء .. و هناك اجيال من سياسي و اعلامي فتح و فصائل فلسطينية احتكروا الكتابة و تخصصوا في تخوين و شتم و ذم الاردن ووصفي التل .
و صفي التل يحمي ياسر عرفات في حراج جرش .. قرأت الحادثة في كتب كثيرة و سمعتها من وزراء اردنيين سابقين ، و تحديدا من نذير رشيد وزير داخلية اردني سابق ، وبثت الجزيرة القطرية حلقات خاصة من برنامج شاهد على العصر معه .
ولكن ، في تلك السرديات ظلم وصفي التل ، وقدم بصورة سلبية وطنيا وعروبيا ، و نهشوا في سردياتهم كثيرا في رمزية شخصية التل الوطنية .
و لكي لا اضيع لكم متعة و دهشة فضول القرءة ، و اتمنى لو تقرأون حادثة وصفي التل وكيف حمى ياسر عرفات من كتاب ملف" النقطة صفر" ؟
ولا اول مرة ينشر كاتب اردني عن احداث " عين غزال" ، واصابة السوري غازي كنعان الذي اصبح فيما وزيرا للداخلية ، و دور الباشا عبدالوهاب النوايسة مع وصفي التل في عين غزال و اطفاء نيرانها .
و ما هي قصة الدبلوماسي الاردني احمد علي مبيضين و الشنطة السرية من بيروت الى عمان ، ومتى سلمها الى سعدية زوجة وصفي التل ، وماذا حمل مبيضين في الشنتة ؟
و كيف تم الافراج عن صلاح خلف " ابو اياد " ، و هل تدخل ملك المغرب الحسن الثاني ؟
و كيف حمت القوات الخاصة الاردنية شارع طلال في وسط البلد من الانفجار الدامي الكارثي ، و اطفأت القوات الخاصة فتيل نيران قنابل اجرامية كانت تستهدف امن الاردن و شارع طلال و مناطق قريبة ؟
الزميل كريشان يذهب الى زوايا و مساحات غير مطروقة في حياة الشهيد وصفي التل .
و ينشر ، خبر ابعاد خبيرا اجنبيا للتعذيب في السجون الاردنية ، ويطرده طردا اثيما .
"شجرة ايلول " ، حيث اجتمع الملك الراحل الحسين مع عشرة من رجالات الدولة و قادتها عام 1970 ، وكان لقاء "النقطة صفر " في احداث ايلول ،
و هو لقاء في سرديات معادية للاردن تصفه بانه "لقاء الدم" و الانتقام ، و لكن في الحقيقة اللقاء حمى الدولة الاردنية ، وكان النقطة صفر ، و بداية الخلاص من الفتن و الحرب الاهلية ، ومشروع الاردن البديل .
لماذا نجح وصفي التل ؟ و كيف حمى التل الاردن من حرب و فوضى ، وانكسار و انجرار امام مشروع احلالي و بديل في حضن الدولة والمجتع ؟
ويجيب الزميل كريشان في الفصل قبل الاخير من الملف" رقم الاصفر" بالاشارة الى اللحمة بين : الجيش و المخابرات ، ووصفي التل .
و يسجل في الكتاب شهادة لامام الاضرحة الملكية الشيخ فؤاد العمري ، وبعدما تم نقل جثمان الشهيد وصفي التل من الاضرحة الملكية الى ضريحة الحالي في الكمالية ، وماذا شاهد ؟
الكتاب سيصدر الاسبوع المقبل ، ويوم الاحد سيكون معروضا في كشك الثقافة العربية في وسط البلد .
ويقول الزميل كريشان ، وبعد جهد ومراجعات حصل الكتاب على موافقة المكتبة الوطنية و حصل على رقم ايداع رسمي .