جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
حرصتُ على تلبية دعوة الأخ أسعد إبراهيم العزام، لأن للعزام دَيناً في عنق كل أردني وكل فلسطيني.
قبل 104 أعوام دعا الشيخ ناجي باشا العزام، زعماء الأردن وفلسطين، فعقدوا مؤتمراً سياسياً في قَمْ، لمواجهة الخطر اليهودي على أرض فلسطين العربية، لو تنادينا اليوم لمواجهة الخطر الصهيوني، لَمَا جئنا بأقوى من قرارات قَم.
في مؤتمر المقاومة وحماية الوطن ذاك، ألقى الزعيم الشيخ ناجي باشا العزام كلمة قال فيها:
«علينا الخروج بقرارات تتضمن الرد السريع على الأعداء، على أن يكون الرد بمهاجمة المستوطنات اليهودية في سمخ وبيسان وطبريا، والهِمة في عشائرنا ورجالنا والله معنا».
لم يكن الفلسطينيون وحدهم !
شكّل المؤتمرون فصيل مقاومة مسلحة، عُهِد إلى الشيخ كايد المفلح العبيدات بقيادته، فخاض الشيخ العبيدات معركة تل الثعالب مع المستوطنين اليهود واستشهد مع كوكبة من فرسان الشمال، فكان أول شهيد أردني على أرض فلسطين العربية.
ستظل الهوية الوطنية الأردنية على الدوام، ذات محتوى قومي تقدمي تحرري، معادية للاستعمار والصهيونية.
ثمة جهل بتاريخنا وبتضحيات الآباء والأجداد من اجل عروبة فلسطين وحريتها، بالأفعال والبطولات لا بالأقوال والشعارات.
فالأردنيون هم أول من شكل تنظيم مقاومة مسلحاً دفاعاً عن فلسطين.
عام 1920، كانت شعوب الأردن وفلسطين وسورية، شعباً واحداً، في دولة واحدة، ملكها واحد، هو الملك فيصل بن الحسين بن علي طيب الله ثراهم.
كشف مؤتمر قَمْ وعياً سياسياً عسكرياً أردنياً مبكراً، وجاء شاهداً على البنية الوحدوية الناضجة في التكوين السياسي الأردني.
إن عمر الالتحام المصيري الأردني الفلسطيني يزيد على 104 أعوام، وتفاصيل تاريخنا المشرف هي أبلغ رد على الشعوبيين والأميين والموتورين، الذين يتعمدون الانتقاص من مكانة الأردن، ناهيكم عن محاولة الانتقاص من تضحيات الجيش العربي الأردني العظيم، الذي قدم 20% من عديده شهداء على ثرى فلسطين عام 1948.
وأستشهِدُ بقول دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة في جاهة كرام القوم، العزام والرحاحلة يوم السبت الماضي: «نحن فلسطين، وفلسطين نحن، وما حدا قدم لفلسطين ولغزة، أكثر مما قدم الأردن، الا الكذابون !!