جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم د. عبدالحكيم القرالة
المتتبع للحراك الدبلوماسي لجلالة الملك عبدالله الثاني منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة يلتقط اصرارا كبيرا مجبولا بالعزم والحسم والجرأة، برغم كل الاحباطات لدعم واسناد الاشقاء الفلسطينيين على الصعد كافة، وصولاً لوقف هذا العنف والإجرام واطفاء شرارة هذا الصراع الذي له تبعاته الخطيرة على الجميع.
حراك نشط وجولات مكوكية ودبلوماسية قمة ومؤتمرات انتهجها جلالة الملك عبدالله الثاني في اطار تواصل مثمر ومجدي في ظل ثقة كبيرة يتمتع بها جلالته لدى كافة دوائر صنع القرار الدولي بهدف وضع الجميع بصورة الاوضاع والتحذير من مغبة استمرار هذا الواقع المؤلم والخطير على كافة الاطراف.
بكل موضوعية برغم كل هذا الجهد الكبير الذي اتى اكله في بعض الجوانب المتعلقة بابصار الجميع وتبيان الامور على حقيقتها ما انتج تغييرا ملحوظا ببعض المواقف الغربية الشعبية والرسمية نحو اسناد الحق الفلسطيني ووقف هذه المجازر وحرب الابادة التي يتعرض لها الغزيون، غير انها في ذات الوقت لم تأخذ الجانب الواقعي المرتبط باتخاذ مواقف واجراءات حازمة لوقف هذا الاجرام.
كل ما سبق يدعو للاحباط جراء عدم تحقيق المأمول في ظل عدم توفر ارادة حقيقية وقوية لهذه الاطراف في اجبار دولة الاحتلال على ايقاف عدوانها وعلى الفور للتقليل من أكلافها الانسانية والأمنية الخطيرة، غير ان جلالة الملك لم يتملكه الاحباط ولم يستكن فبقي مستمرا في حراكه الدؤوب بكل عزم وحسم وقوة وبوتيرة متصاعدة حتى تحقيق المبتغى.
بعين المراقب والمتابع وبشهادة الجميع؛ الحراك والدبلوماسية الخشنة المستندة على الجرأة السياسية بوضع اليد على الجرح ووضع جميع الاطراف امام مسؤولياتهم القانونية والانسانية والاخلاقية لقاء ما يجري من اجرام اسرائيلي بحق الفلسطينيين؛ كان نهج عمل واضح وثابت لجلالته مع كافة الاطراف الوازنة وعواصم صنع القرار خصوصا تلك التي تدعم دولة الاحتلال.
الرؤية الاردنية التي يحملها جلالة الملك عبدالله الثاني ويقود بذاته الدبلوماسية الاردنية بمختلف اشكالها تمثل تشخيصا دقيقا وواقعيا يحوي حلولا ناجعة لهذا الصراع بكليته وللاحداث الاخيرة المرتبطة بالعدوان الغاشم على الاشقاء الفلسطينيين في غزة.
جملة القول، على جميع الأطراف الدولية من فواعل ومؤسسات دولية الأخذ وعلى الفور بالرؤية الاردنية والانصات جيدا للوصف الدقيق والواقعي للوضع القائم والوقوف عند التحذيرات الملكية من مغبة ان تنفلت الامور من عقالها وبالتالي حتماً وبالضروة ان تطال شرارات هذا الصراع كافة الاطراف ما يعني خسارة الجميع..