جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد خرّوب
استكمالاً لمقالة أمس التي حذّر فيها الكاتب «الإسرائيلي» جدعون ليفي, حكومة نتنياهو الفاشية من مغبة تجاهل الأوضاع المُتفجرة في الضفة المحتلة, خاصة ارتكابات وعربدة المستوطنين اليهود ودعم جيش الإحتلال لاستفزازتهم, بل مشاركته قطعان المستوطنين في قتل الفلسطينيين والتنكيل بهم, قائلاً: «وراء كل ذلك، مرة أخرى الغطرسة الإسرائيلية، التي كانت أيضاً وراء مفاجأة 7 أكتوبر. حياة الفلسطينيين -أضافَ ـ بنظرها قمامة، والإنشغال بمصيرهم وبالإحتلال هو مصدر إزعاج قهري، والفكر السائد -واصلَ–هو أننا إذا تجاهلناه ستنتظم النجوم. إن ما يحدث الآن في الضفة الغربية -لفتَ ليفي- يُؤشر إلى ظاهرة لا تُصدّق, فحتى بعد 7 أكتوبر، لم تتعلّم إسرائيل أي شيء. فإذ حلت بنا الكارثة في غلاف غزة بعد سنوات من الحصار والإنكار والإهمال، فإن الكارثة القادمة–ختمَ الكاتب - ستحدث بعد أن لم تُعلم الكارثة السابقة إسرائيل درساً, بأن تأخذ التحذيرات والتهديدات والوضع الصعب على محمل الجد».
استكمالاً لذلك.. يلفت الكاتب الصحفي والمُحلل السياسي الروسي/ ديمتري مينين, في مقالة له على «بوابة/ مؤسسة الثقافة الاستراتيجية», إلى الأوضاع الخطيرة في الضفة الغربية المُحتلة, بعنوان: متى ستنفجر الضفة الغربية؟. قارئاً المشهد «المُتفجّر» بأبعاد مُتعددة, يكاد يلتقي فيها مع ما ذهبَ إليه جدعون ليفي. إذ يقول: «وسط الفظائع المُرتكبة في قطاع غزة، يُولي العالم اهتماماً أقل بشكل ملحوظ, للأحداث التي تجري في جزء آخر من فلسطين، حيث يعيش ثلثا مجموع سكانها (4.5 مليون نسمة) - الضفة الغربية لنهر الأردن, والقدس الشرقية (0.5 مليون نسمة). وفي هذه الأثناء، فإن الوضع هناك قد ينفجر في أي لحظة إلى انتفاضة جديدة». وإذا تمكّنت إسرائيل - أضافَ - على الرغم من كل الاحتجاجات، بمساعدة الولايات المتحدة، حتى الآن, من إبقاء قطاع غزة معزولاً وتجنّب التدخل المباشر من قبل الدول والقوى الأخرى، فسيكون الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لها لحصر الصراع الحاد في الضفة الغربية إذا انفجر الوضع».
يمضي المُحلل الروسي قُدماً في الإضاءة على مخططات حكومة الفاشيين في تل أبيب, بالقول «وفق ترجمة الدكتور زياد الزبيدي»: (إن مُجرد وجود نوايا الحكومة الحالية «الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل» لتحقيق «الحل النهائي» لمشكلة الفلسطينيين, من خلال دفعهم إلى الدول العربية المجاورة, لم يعد يثير أي شك. والخطة المُقابلة لغزة - تابعَ الكاتب - والتي أعدتها على ما يبدو وزارة الاستخبارات الإسرائيلية حتى قبل أحداث 7 أكتوبر، قد تسرّبت بالفعل إلى الصحافة, واعترفت بها السلطات على أنها موجودة بالفعل، ولكنها «لا تزال على مستوى البحث»).
يلفت كاتبنا إلى خطة «أخرى» سارداً تفصيلاتها على النحو التالي: (إن حقيقة أنها ليست موجودة فقط، ولكنها في الواقع «قيد التنفيذ», تتجلى في كل ما يحدث في قطاع غزة. الذي طالت مُعاناته. ويُوجد «مشروع مماثل، وإن كان أكثر تعقيداً، للضفة الغربية». وقد تم تطويره من قِبل وزير المالية، زعيم حزب الائتلاف اليميني المتطرف/«الصهيونية الدينية» بتسلئيل سموتريش. ويدعو «إلى ضم الضفة الغربية بأكملها», ويُعطي الفلسطينيين ثلاثة خيارات: 1) الاستمرار في العيش على أرضهم، مع التخلّي عن أي تطلّعات وطنية.
2) الهجرة.
3) إذا قرّروا البقاء والقتال، فسيتم تصنيفهم كـ«إرهابيين وتدميرهم», بأقصى قوة للجيش الإسرائيلي.
وعندما سُئل في اجتماع قدّم فيه خطته لشخصيات صهيونية دينية, عمّا إذا كان ينوي أيضاً قتل النساء والأطفال؟، أجاب/سموتريش: «الحرب هي الحرب».
لماذا لم تندلع بعد إنتفاضة مُسلحة في الضفة المُحتلة؟ يُجيب الكاتب الروسي: (لم تندلع بعد مقاومة مُسلحة ضخمة من جانب الفلسطينيين في الضفة الغربية. من الناحية الموضوعية - يُضيف - يمتلك الفلسطينيون المحليون, أسلحة أقل في أيديهم مقارنة بحماس في غزة.
ومع ذلك، في هذه المنطقة، «لأغراض وقائية»، منذ بداية عملية السيوف الحديدية، تم تنفيذ عمليات قمع واسعة النطاق من قِبل الجيش وقوات الأمن في كل مكان. وتم اعتقال الآلاف من الشباب الفلسطينيين من «مثيري الشغب المُحتملين». السجون مُكتظة. ويتم قمع أي احتجاجات سلمية بقسوة. قُتل حوالي 200 شخص وجُرح المئات. والاقتصاد مشلول. لقد أصبحت حياة الناس صعبة للغاية. إن الكتلة الحَرجة من السخط تقترِب من حدودها القصوى).
ماذا بعد؟.
يقول: (يُضاف إلى ذلك الإرهاب الحقيقي الذي أطلقه ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المستوطنون اليهود من المستوطنات «فِتيان التِلال", الذين يحتلون أراضي الفلسطينيين بشكل غير قانوني. إنهم يُدمرون الأراضي الزراعية، ويحرقون المنازل، ويُطلقون النار عليهم، ويدفعون جيرانهم العرب إلى المجهول. يُوجد هنا–يستدرِك–حوالي 700 ألف مستوطن يهودي، جميعهم مُسلحون، وهذه المجموعة من السكان هي القاعدة الانتخابية الرئيسية والداعم للحزبيْن الأكثر مُعاداة للفلسطينيين في الائتلاف الحاكم في إسرائيل - «القوة اليهودية» بقيادة بن غفير و«الصهيونية الدينية» بزعامة سموتريتش).
أخيراً يلفِت الكاتب إلى أن «التهديد بحدوث إنفجار واسع النطاق في الضفة الغربية, مع احتمال التصعيد إلى حرب إقليمية, يظل مُحتملاً... للغاية».
kharroub@jpf.com.jo