النسخة الكاملة

دعاة العصيان المدني .. حرف للبوصلة تجاه فلسطين ونفخ في بوق الفتنة

الأحد-2023-11-05 09:25 am
جفرا نيوز -

جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر
لا أتابع أبدا وسائل التواصل الإجتماعي ، فقد لذعتني مرّات عديدة بنارها وأكاذيبها وإشاعاتها ، غير أننا لاحظنا مؤخرا ، وفي خضّم هذه الوقفة الشعبية للأردنيين مع الأشقاء في فلسطين من يحاول حرف البوصلة نحو اتّجاهات أخرى ، ويبدو أن هؤلاء يتعمّدون ذلك ، ويهدفون إلى الإساءة للوطن ومواطنيه الذين ترنو عيونهم نحو القدس وغزة .

فئة ليست منّا أبدا ، تدعو من خلال تلك الوسائل إلى العصيان المدني ، وياليت هؤلاء يعرفون المعنى الحرفي للعصيان المدني ، غير أنها دعوة تحمل في طيّاتها كلّ الشبهات وبما يسيء للحالة الوطنية الأردنية .

فالعصيان المدني من وجهة نظر هؤلاء لا يعدو كونه استخدام كل أساليب التخريب ، في حين أنّ العصيان المدني هو مخالفة القوانين والأوامر المحددة في ظروف معينة ، ويستخدم كثيرا في حال وجود إحتلال ، وحينئذ يصبح العصيان المدني أسلوبا مشروعا في المقاومة السلمية .

ونسأل هؤلاء ؛ هل نعاني في الأردن من احتلال معيّن ، وباتت الأمور بحاجة لعصيان مدني ؟ وما هو المقصود فعلا من مثل هذه الدعوات في ظلّ توجّه كل الأردنيين بقلوبهم وعقولهم وعواطفهم ومشاعرهم نحو الأهل في فلسطين وخاصة في قطاع غزّة ؟. 

هذه الفئة الشاذّة لا علاقة لها بكلّ ما يجري من تعاطف مع الشعب الفلسطيني ، هي تحاول العمل على تعكير الأجواء ، وحرف البوصلة التي باتت معروفة لدى كافة الأردنيين ، فالبوصلة فقط تتجه نحو فلسطين والقدس وغزّة ، ودعاة العصيان حفنة من المارقين الذين يرغبون بإثارة الفتنة والإنقسام داخل المجتمع الأردني بكافة أطيافه ، وهو المجتمع الذي أثبت بأنه السند الحقيقي لشعبنا غربي النهر .

الشارع الأردني يشتعل غضبا على ما يجري في قطاع غزة من جرائم صهيونية لا يمكن تخيّلها ، وأجزم بأن كلّ الأردنيين بات شغلهم الشاغل اليوم هو ما يجري في غزّة ، والوقوف مع المقاومة ونصرتها ، والدعاء إلى الله بأن يلطف بالأهل الذين يواجهون الفاشيين الجدد .

في حين علينا أن نكون متنبّهين تماما ، وعلى يقظة تامّة من اولئك الذين يحاولون استغلال واستثمار ما يجري في كافة المناطق الأردنية ، من خلال دعوات مشبوهة وذات أجندات خارجية بالدعوة لعصيان مدني ، فلنحذر هؤلاء ، ولنعمل على مراقبتهم جيدا ، وتضييق الخناق عليهم ، فالأردن سيبقى هو الوطن الذي كان وما زال موئلا للأحرار ، ومساندا لكلّ قضايا الأمّة ، والأمل يحدوه بقرب زوال الإحتلال الجاثم على أرض فلسطين .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير