النسخة الكاملة

سياسيون : من حق الأردن طلب منظومة "الباتريوت" لحماية نفسه

الأربعاء-2023-11-01 09:17 am
جفرا نيوز -
ماجدة أبو طير


أكد سياسيون في أنّ طلب الاردن من الولايات المتحدة تزويده بمنظومة دفاع جوية «باتريوت» في ظل ظروف متعقدة تمر بها المنطقة، هي خطوة تعتبر في سياق الضرورة حفاظا على الأمن الوطني، لما لهذه المنظومة من فعالية من الناحية العسكرية.

في الوقت الذي اعلن به الاعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، إن المملكة طلبت من واشنطن نشر أنظمة دفاع جوي لتعزيز الدفاع عن حدودها في وقت يشهد تصاعد التوتر والصراع في المنطقة، حيث أكد مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري في تصريحات للتلفزيون الأردني بأن «الطائرات المسيرة، أصبحت تشكل تهديدا.. وطلبنا من الولايات المتحدة تزويدنا بمنظومة مقاومة لها»

وبينما يواجه الاردن، مجموعة من الجبهات المقلقة المفتوحة من اتجاهات مختلفة، مما يضع على المملكة وصناع القرار أهمية دراسة الواقع واخذ المشهد السياسي بعين الاعتبار، والتخطيط الاستراتيجي لمستقبل قادم، فالتحديات والمخاطر التي يتصدى لها الاردن بقواته مستمرة بمختلف المستويات.

حيث تنتاب المنطقة برمتها حالة من القلق جراء الحرب في غزة ومن مخاطر توسع هذا الصراع واثاره السلبية التي ستجر المنطقة الى الهاوية، والاردن باعتباره جزء من هذه المنطقة فإنه يقف امام سيناريوهات كثيرة، ومن واجبه اتخاذ اجراءات احترازية.

وأكد نائب رئيس الوزراء الأسبق د. جواد العناني أنه من الصعب جدا معرفة دينامكية الحرب الحالية والى ماذا ستؤول، وبناء على بعض ماقاله جلالة الملك عبد الله الثاني من حقائق، بداية لن يسمح الاردن بأية نزوح للفلسطينيين للاردن من غزة او الضفة الغربية او مكان اخر، و ان ما يحدث بخطورته هو « اعلان حرب» واذا حدث هذا التطور لاسمح الله فإن الاردن سيكون معرضا بحدوده الغربية.

وواصل العناني بالقول « في أن جلالة الملك ايضا اشار الى ان اطالة الحرب سيوسع نطاقها وحتى الان لا نرى نية حقيقية لانهائها، وهذا يعني تسعير الحرب، ومن الممكن الاردن من الجهة الشرقية محاولات الدخول للاردن والتصعيد بحجة الدفاع عن الفلسطينين وهنالك الجهة الشمالية وبالتالي امامنا ثلاث جبهات مفتوحة ، ومنظومة الدفاع الجوي هي نوع من الردع ويجب ان نكون متجهزين للاحتمالات المختلفة».

اضطرابات متعددة
الوزير الاسبق والاكاديمي د. امين المشاقبة قال في أنّ الطلب الاردني من الولايات المتحدة لتعزيز منظومة الدفاع الجوي هي ضرورة لتعزيز الامن الوطني، ولا بد من التحديث بشكل مسستمر لحماية الاجواء الاردنية من اي تهديد، خاصة ان الاردن تحيطه الاضطرابات والمخاطر من كل اتجاه، في الوقت الذي يمارس به الاحتلال الاسرائيلي من تعسف في فلسطين التاريخية.

حيث بين المشاقبة وهو استاذ علوم سياسية ان الاردن يريد حماية امنه الوطني خاصة ان اسرائيل لديها تفوق جوي، وهذا التفوق يحتاج الى توفير منظومة دفاعية جوية اقوى من السابق، ومن المعروف ان هنالك تهديدات للاردن بحل القضية الفلسطينية على حساب الاردن، وهذا كما قال جلالة الملك عبد الله الثاني مرارا انه مرفوض، ولابد من منع اي اسلوب يؤثر على الحالة الاردنية باي شكل، الاردن موقفه واضح وثابت ازاء القضية الفلسطينة.

وواصل المشاقبة بالقول في ان تحديث المنظومة العسكرية الدفاعية مستمر بشكل دائم سواء من الولايات المتحدة او غيرها، ولنعترف ان الاوضاع غير مستقرة في كل من سوريا والعراق، وهنالك مليشيات ومحاولات للعبور من قبلها وهذا امر يجب التصدي له.

حاجة وضرورة
وقال عضو مجلس الاعيان السابق د. طلال الشرفات انه لابد من التأكيد ان الاردن يواجه تحديات اقليمية ودولية كبيرة جدا، والمنظومة الامنية تحتاج ايضا الى المتابعة والتحديث وطلب الاردن من واشنطن منظومة صاروخية يعبر عن حاجة الاردن الى هذه المنظومة في ظل ان اصبحت المسيرات والصواريخ تعبر مسافات كبيرة جدا، ولابد من تحصين الوضع الامني والحفاظ على سيادة الوطن، ويأتي هذا الطلب في ظل تهديدات كبيرة تكمن في سياسية التهجير التي ينتهجها الاحتلال الاسرائيلي وحالة الصراع بين جزء كبير من اطراف المنطقة، ويتطلب ذلك بأن يأخذ الاردن بعين الحذر والاهتمام ومن هنا يأتي هذا الطلب.

واضاف الشرفات في ان المخاطر هي احتمالية فيما التحديات حقيقية، وهذا الطلب جاء في وقته لا سيما ان الاردن بلد معتدل، وكان يريد ان يشكل بؤرة سلام في المنطقة التي باتت تنزلق نحو دوامة العنف، ومن ابرز التحديات التي تواجه المملكة هي التهديد الاسرائيلي في سياسة التهجير سواء من غزة او الضفة الغربية، ايضا المليشيات التي تجاور الحدود الاردنية وتقوم بتهريب المخدرات والاسلحة وما يشكل ذلك من اختراق لمنظومة الامن الوطني، فالتحديات كبيرة وفي كل الاتجاهات ويأخذ هذا الامر على محمل الجد، ويستحق الاردن كونه معتدل وعلى علاقة جيدة مع الغرب.

أزمات
ومن جهته بين عضو مجلس الاعيان سمير عبد الهادي ان طلب منظومة الدفاع الجوي من الولايات المتحدة، وهو امر ضروري وهنالك تعاون مستمر بين البلدين ضمن هذا السياق، مع الاخذ بعين الاعتبار ان المنطقة برمتها تمر بأزمات خطيرة جدا، وقد حذر جلالة الملك عبد الله الثاني من خطورة الحرب في غزة ومن خطورة توسع هذه الحرب ودخول اطراف اقليمية.

بؤرة مفتوحة

وبين عضو مجلس النواب الاسبق، د. هايل ودعان الدعجة في ان مسألة مواكبة الاردن للتحديثات في عالم السلاح، هو توجه ملكي حتى يكون الاردن على درجة عالية من الاحترافية والجهوزية، والاردن بدأ يشهد من الربيع العربي مخاطر تواجه الاردن بدأت من الحدود الشمالية، وهنالك الان تهديدات من تنظيمات مليشيات متواجدة في سوريا والعراق، اضافة الى الحشود على الحدود لمنع وصول النفط، فالاردن قلق من ان تصاعد هذه الاحداث، وخاصة انه يعيش في بؤرة مفتوحة على كل الاحتمالات، واتساع احتمالية هذه الحرب ويجب ان يستعد لهذه السيناريوهات.

المجابهة
عضو مجلس النواب الاسبق، رائد الخزاعلة أكد ان هذه الخطوة هي خطوة طبيعية في ظل الاحداث الجارية، وعلى الاردن تأمين نفسه بجميع الادوات اللازمة لمجابهة اي حدث، وكما هو ظاهر فإن المنطقة على حافة الهاوية، ونحن شأنا ام ابينا اصبحنا في ساحة المعركة، ولا يمكن ترك الامور وعدم التجهيز لأي مراحل قادمة، وكما هو معروف فإن توفير هذه الاسلحة والادوات هو لا يتنافى مع القانون الدولي، فمن حق الدول الدفاع عن نفسها.

وبين الخزاعلة ان الاردن محاط بمجموعة من الدول التي تعاني من أزمات وعدم الاستقرار، ومن هنا على الاردن قراءة ما يدور والنظر لهذه الاحداث ولما سيجري بعدها، لا سيما ان هنالك تحرك اقليمي في المنطقة غير مطمئن وخطير وعنوانه التصعيد والاطماع، وتوفير منظومة دفاع جوي هو خطوة واجبة واستباقية.

حق اصيل
واشار عضو مجلس النواب الاسبق، د. محمد القطاطشة في انه يجب التوضيح في ان الاردن والولايات المتحدة لديهم اتفاقية تعاون دفاعي بينهم، وصانع القرار الاردني يجد انه من حق الاردن حماية نفسه ومواطنيه، وهذه الاتفاقية هي مشتركة وبموجبها يستطيع الاردن ان يطلب ما يشاء من الاسلحة خاصة ان هذا متواجد لدى بعض الدول العربية.

وبين القطاطشة وهو استاذ علوم سياسية في أنّ هذه المنظومة تعد ضرورة، خاصة ان الاردن يواجه تهديدات مختلفة قادمة من الاضطرابات المحيطة ومن بينها وجود المليشيات الايرانية منفلتة التي تمتلك الصواريخ الباليستية وايضا المسيرات، ولها اجندتها الخاصة.

وختم بالقول « في أنّ الاردن منذ زمن يسعى للحصول على هذه المنظومة، ولا شك ان الاردن شريك اساسي للناتو وحلفاء للولايات المتحدة، ومن هنا فإن هذا الطلب يعد طبيعي، والاردن يواجه عبء الحدود الطويلة بينه وبين سوريا والعراق اضافة الى اسرائيل».

المنطقة مشتعلة
في المقابل يقول الخبير الاستراتيجي د. بشير الدعجة في ان المنطقة الان مشتعلة، ومن المتوقع حدوث حرب اقليمية في اي لحظة، والاردن جزء من هذه المنطق، ولا يمكن انكار ان الاردن يواجه على حدوده المختلفة مخاطر عالية، سواء مع الحدود المشتركة ملتهبة مع سوريا والعراق وفلسطين، ومع العلم ان طلب الاردن يعد شرعي ويقع ضمن منظومة الدفاع عن اراضينا ومواطنينا.

وبين الدعجة في أنّه لابد من حماية سماء المملكة من صواريخ عابرة الحدود، من اي اعتداء، ومنذ ان بدأت الحرب في غزة فإن جلالة الملك عبدالله الثاني يحذر من مخاطر هذه الحرب واثرها على المنطقة واحتمالات توسعها، فالاردن يستشعر بالقلق جراء المعطيات المتصاعدة، وتوفير هذه المنظومة يأتي باعتباره اجراء احترازي.

يواجه الاردن خطر وجود مليشيات تتبع لحزب الله ولإيران، مليشيات متركزة بالقرب من الحدود الشمالية والشرقية، وتشكل خطر كبير، وهذا الخطر نلمسه دوما من خلال الاشتباكات الحاصلة بشكل متقطع ولكن مستمرة، ولها اهداف متعددة، منها تهريب المخدرات والاسلحة عبر المسيرات والطرق التكنولوجية.

فيما قال استاذ العلوم السياسية، د. طارق ابو هزيم في ان الاردن عبر بشكل واضح من احتمالية توسع رقعة الصراع وخطورة وارتدادت ذلك، ويأتي طلب الباتريوت كتحصين وتعزيز لمنظومة الدفاع الجوي الاردني، رغم انه لا يوجد تهديد مباشر للاردن، ولكن هي خطوة احترازية وتحصينية، اضافة الى ان موقع الاردن الجغرافي من اكثر المواقع حساسية، وهذا بالطبع له كلف عالية على الاردن، وهو مكان اكثر جاذبية للازمات بكل اسف.

الدستور 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير