جفرا نيوز -
جفرا نيوز :د. عبدالحكيم القرالة
ما يجري في غزة مريب ومرعب حد القلق والخطر، انتهاكات جسيمة للقانون الدولي على مرأى ومسمع المجتمع الدولي والمنظمة الأممية، اللذين من الواضح صموا آذانهم ودفنوا رؤوسهم بالرمال دونما تحريك ساكن تجاه المجازر والجرائم التي تستهدف المدنيين.
صور وأخبار وفيديوهات لفت ارجاء المعمورة طولا وعرضا، وثقت فضائع الآلة الإسرائيلية التي لا ترحم وهي تستهدف المدنيين والمواقع السكنية والبنى التحتية وقطعت الماء والكهرباء والغذاء، كل ذلك يحدث ويستمر دون أدنى تحرك دولي.
أين المجتمع الدولي وأين الأمم المتحدة من كل ذلك الاجرام، حتى المساعدات والإغاثة وطواقمها تتعرض أيضا لمضايقات إسرائيلية لمنع وصولها ليزيد حجم الكارثة الانسانية، ولا طرف يحرك ساكنا للأسف.
كل ما يجري على أرض غزة مخالف وبشكل صريح للقانون الدولي والإنساني والمواثيق الدولية، فكل تلك الأفعال تقع تحت بند جرائم حرب وتصفية وتهجير تستهدف المدنيين وهذا ما نصت على تجريمة كل تلك القوانين.
لا نرى في غزة تطبيق للقانون الدولي الإنساني الذي يحمي المدنيين والمناطق السكنية والمستشفيات ودور العبادة ويسهل دخول المساعدات الإنسانية والطبية، ويؤمن كل السبل لعمل المنظمات والطواقم الطبية والصحية للتخفيف من هول الكارثة.
اتفاقيات جنيف والبروتوكلان الاضافيان جرموا كل ما بتقوم به قوات الاحتلال في غزة وبحق أهلها المدنيين، لكن ذلك غير ممكن، لأن المخالف والمنتهك الكيان المحتل، وهنا يبرز سؤال برسم الحق والشرعية لماذا كلما تعلق الأمر بهم وبإجرامهم تتوقف وتبطل كل القوانين؟!!.
تاريخيا لم يلتزم هذا الكيان المغتصب بكل القرارات الدولية، وضرب بها عرض الحائط، فالقانون يطبق على الجميع، إلا هذا الكيان ما جعله يستمرأ بإجرامه وانتهاكاته فلا قانون ولا قرار دولي يوقفه عند حده وهذه ضربة قاصمة للشرعية الدولية متمثلة بالمنظمة الأممية ومصداقيتها وحياديتها.
بالتوازي من الخذلان الذي عايشته غزة والفلسطينين من المنظمة الأممية، كان هنالك خذلان آخر واكثر سلبية من القوى والفواعل الرئيسيين في النظام الدولي، الذين وللأسف دعموا توحش الكيان المحتل، مبررين كل ما يقوم به من انتهاكات، وبالوقت ذاته قدموا له كل اشكال الدعم.
على المجتمع الدولي أن ينفض عنه غبار التلكؤ والتغاضي عن الظلم والانتهاكات التي يتعرض لها الاشقاء الفلسطينيون، وأن يتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية، ويقف إلى جانب الحق الفلسطيني ويرفع الظلم والجور الواقع على ابناء غزة، لأن ذلك أضعف الإيمان، ولا يختلف أحد على أن أفعال الكيان المحتل مخالفة لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية.
ختاماً، ما يجري في غزة بكل تفاصيله المريرة رسالة قوية وواضحة تضع مصداقية المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة على المحك فكل ما يجري مخالف لمقاصد ومبادئ الهيئة الأممية التي توافقت عليها دول العالم وشعوبها، وبذات الوقت يضرب خاصرة القوانين والمواثيق الدولية وعدالتها ونجاعتها في حفظ السلم والأمن الدوليين، والله وفلسطين والحق من وراء القصد..
مواضيع ذات صلة
.