النسخة الكاملة

نقاط الاختلاف كثيرة والالتقاء قليلة

الخميس-2023-09-24 09:37 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات

معظم الناس في بلدي يشعرون دائما بالمظلومية، وأنهم لا يحصلون على حقهم، وأنهم مستهدفون.
وعند اول معضلة او مشكلة تواجه واحدا منهم او تتأخر معاملة له او عدم حصوله على مبتغاه وحاجته يبدأ بوضع اللوم على البلد وكأنها خصمه، او هي التي هضمت حقه وظلمته كما يعتقد.

فالدولة بنظر الاغلبية هي المسؤولة دائما عن الأخطاء وعن اوضاع الناس وضياع حقوقهم، وهي ايضا سبب بمأساتهم وما وصل له حالهم من ضنك وجوع وحاجة.

فإما ان تكون الدولة بقرة حلوبا نحلبها كل صباح ومساء وبين الفترتين ايضا، أو خصمنا إلى يوم يبعثون متناسين او عميت ابصارهم عن الحقيقة بأنها ليست المسؤولة عن حالة الضياع بعد ان قدمت وأعطت كل ما لديها، وأننا جميعا مسؤولون عن هذه الحالة وعما وصلت له اوضاعنا وأحوالنا لا بل نتحمل مسؤولية التشوهات والمفاهيم التي ادخلها البعض الى مجتمعنا ونحن اما نصفق او نراقب.

نحن المسؤولون عن صمتنا على زمرة قد عاثت في بلدنا فسادا بعد ان كرست مفهوم الواسطة والمحسوبية وتوزيع المغانم والأقربون أولى بالمعروف ويكون التصفيق على قدر المكتسب والغنيمة.

وإذا لم تصلنا حصتنا ننتظر للمرة القادمة او نبدأ بالشتم والتنكر للدولة او نتوعد ونتربص دون ان نحرك ساكنا. نتحدث عن القيم والإصلاح ومحاربة الفساد والقضاء على الفقر وعند وصولنا وركوبنا اول محطة يتعمق الفساد ويزداد الفقر وتبدأ عملية المجاملات وتصفية الحسابات.

وما شاهدناه وانتقدناه بالأمس نراه اليوم وغدا وبعد غد، وكأن الجميع تعلم في نفس المدرسة، ونهل من نفس الكتاب والمنهاج دون تغيير او تبديل.

مجموعة صغيرة مستفيدة واغلبية يعانون صعوبة وضنكا في الحياة وعملا كؤودا، والقليل منهم يكتمون صرخاتهم في نفوسهم ويكظمون غيظهم في داخلهم لقلة حيلتهم او خوفا من عدم سماعهم فيضطرون إلى الانطواء او انتظار.

فنقاط الاختلاف بيننا كثيرة والالتقاء نادرة وقليلة.

بعد ان أدخلت الكثير من الثقافات وتغيرت معظم القيم والعادات واصبح المجتمع مجتمعات بعادات وثقافات و اختلط الحابل بالنابل والكل يغني على ليلاه، وكأنه يعيش بمعزل عن الاخر بعد ان اتسع الفارق وزادت المساحة بين طبقتين. فهناك من يتنعم ويعيش حياة رغدة على حساب الآخرين وغالبية لا تجد قوت يومها.

الا ان وجه الشبه واحد بين كثيرين.

وهو غياب قيم الولاء والانتماء وان والبلد اخر همهم فالكل اما يسب ويشتم وإما ينهب دون ان يحرك ساكنا او يفعل شيئا متخذا مبدأ اللهم نفسي.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير