جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
تخيلوا اعزائي، أن تتعاملوا مع أُناسٍ، أعمارهم 200 و 300 و 500 سنة، كان يمكن أن يظلوا على قيد الحياة، لولا ملاك الموت !!.
سيكونون حولنا، حطاماً وعظاماً نخرةً، تتنفس بمشقة، لا يتمكنون من إعالة أنفسهم ولا خدمتها، طبعا سيكون في البيت الواحد عشرات الأصول، من كل الأجناس ومن كل الأجيال.
نحقق وندقق في توازن الرحمة الرباني المذهل، المتوفر في الموت، أكثر الأقدار التي يكرهها الناس.
الموتُ الكريهُ يجعل الحياةَ بهيجةً !!
الحياةُ هبةُ الله الجميلة التي يجدر ان نتشبث بها وان نتمتع بها ونصونها ونمنع انتهاكها والتعدي عليها، سواء أكان تعدياً فردياً أو جماعياً، متمثلين قول جلال الدين الرومي «وأعلم أن كلّ نفسٍ ذائقةٌ الموت، وليست كل نفسٍ ذائقةٌ الحياة».
ويستجلب ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي وما تمارسه الأنظمة العربية العسكرية الوحشية ضد شعوبها، غضب الله الذي يُمهل ولا يُهمل.
قد حمى ربُّ العزة الحياةَ وعظّم جرمَ انتهاكها في قوله: {من قتلَ نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرضِ فكأنما قتلَ الناس جميعا}.
وحسم تعالى مسألة الموت بقوله للرسول الحبيب: {وما جعلنا لأَحدٍ من قبلك الخُلدَ}.
والموت يوفر فرصةً للأجيال الجديدة للوراثة والمناولة وتولي القيادة وفق معايير التطور والتقدم والقفزات العلمية الخارقة في زمنهم، التي لا يني عقلُ الإنسان يبلغها ويدركها ويتوصل إليها.
ثم من يقبل منا ان يبلغ سن 150 و200 سنة، وهو السن الذي يجعل المرء عبئاً خانقاً على ذويه، سن ما فوق الرعاش والباركنسون والشلل والزهايمر والكساح والعجز عن الحركة والنطق والسمع والرؤية وقضاء الحاجات ؟!
لا يصبح الموت نقمةً بل نعمة، إن نحن تفرّسنا في كل العناصر المتصلة بثنائية الحياة والموت.
لا يجدر أن نخشى الموت، الذي هو أحد أكثر الحقائق المطلقة وضوحاً، ولا يجدر أيضاً أن نعده مكروهاً او عقاباً فنرتعب لمطراه.
والموتَ انتقالٌ وتحوّل ورجوع وارتحال، واختتامُ مرحلة ورحلة الحياة التي ستظل قائمة متواصلة في عالم البعث السرمدي الآخر.
أطال الله أعماركم و أعمار من تحبون.