جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
أعجبتني فكرة الصحفية هدى السرحان في تعليق لها، قولها «مبادرة جزائرية مفتوحة» وأضفت عليها و»مقدرة».
مبادرة الرئاسة الجزائرية مهما بلغت من تواضع الخطوة التي أعلنتها، و لكن بما حملته وتضمنته من موقف يشير الى معاني التضامن الجزائري نحو مأساة المغرب جراء الزلزال المدمر الذي أصابها، فقد حظيت هذه الخطوة من خلال فتح المجال الجوي الجزائري المغلق منذ 24 آب أغسطس 2021، وإعادة فتحه الآن لتسهيل مرور المساعدات الإغاثية والروافع المساندة لإزالة الأنقاض، وعبرت عن استعدادها لتقديم ما يلزم لمعالجة الجرحى ونقلهم، بقرار رئاسي معلن، عبرت الخطوة عن قبول ورضى وتقدير من قبل الشعب الجزائري نفسه اولا، ومن قبل الشعب المغربي ثانيا، مثلما حظيت بالاهتمام العربي والدولي، و نالت نظرة تقدير، و اعتبارها مبادرة حُسن نية مطلوبة تمت في موعدها.
الجزائريون شعارهم كما يقول أهل الشرق «الدم ما بيصير مية» أي أن مشاعر الانحياز والأخوة والجيرة والتاريخ المشترك والمستقبل الموحد لا يمكن الهروب منه أو الانفكاك عنه، ولذلك أقدمت الجزائر عبر تعليمات رئيسها عما هو مطلوب منها، وأن الخلافات السياسية مهما بدت قاسية أو مستمرة أو مشروعة، ولكنها لا تلغي الروابط والأحاسيس التي تجمع بين الجزائريين والمغاربة.
أما أهل المغرب المنكوبين بالزلزال فهم يتطلعون لكل الأشقاء والأصدقاء في الوقوف إلى جانبهم ، نحو المساهمة في تخفيف المتاعب والأوجاع والمصائب العائلية والوطنية التي ألمت بهم، ولهذا ولا شك ينتظرون للخطوة الجزائرية أنها أتت في موضعها لإزالة ما علق في النفوس من ردود فعل سابقة، وإرساء ما هو ضروري ومطلوب حتى ولو بقيت الخلافات قائمة، فالخلافات تُحل في الحوار والهدوء بدون تشنج وبدون مقاطعة وحرد متبادل.
خطوة الجزائر نحو أشقائهم المغاربة ستترك بصمة بل أثراً، وقيمة، لإرساء علاقة أخوية قائمة على الاحترام المتبادل والبحث عن المصالح المشتركة لتضمن للبلدين أمنهما واستقرارهما، وأن الخلافات مهما بدت صعبة أو معقدة، فالحلول يمكن أن تكون أو تأتي في ظل المودة وتفهم كل طرف لمصالح وأولويات الطرف الآخر.
ما أعلنته الجزائر يجب أن تتلوه خطوات عملية مساندة، وعلى الأطراف العربية وخاصة من طرف الجامعة العربية وأمينها العام استثمار هذا المستجد، لإبراز هذا الخيار، وتعزيزه وإزالة العقبات المحلية من أمامه، وتوسيع هذه النافذة مهما بدت صغيرة أو متواضعة أو ضيقة، لتجعل منها خياراً وطريقاً «أوتوتستراد» بين الشعبين والبلدين والعاصمتين: للمغرب والجزائر.