النسخة الكاملة

خبراء: المملكة أمام خيارات استثنائية لمواجهة المسيرات من سوريا

الخميس-2023-08-22 03:58 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- بات الأردن يواجه تحديا كبيرا مع استمرار محاولات طائرات مسيرة قادمة من سوريا لاجتياز حدود البلاد بطريقة غير مشروعة، حيث يرى خبراء عسكريون أن عمان تقف على عتبة خيارات دفاعية استثنائية "محتملة” لمواجهة تلك المساعي التي تمس بالأمن.

ويقول الخبراء، في أحاديث منفصلة  إن الوضع الراهن يفرض على المملكة تعزيز إجراءاتها الأمنية على الحدود مع جارتها الشمالية سوريا خاصة في ظل تغيّر حمولة الطائرات المتسللة، من المواد المخدرة إلى الأسلحة والمواد المتفجّرة.
والأربعاء الماضي، أعلن الجيش الأردني إسقاط مسيرة قادمة من سوريا، هي السابعة خلال العام الجاري، وفق رصد الأناضول، تختلف عن سابقاتها في نوعية الحمولة.

ويعتقد الخبراء أن تغيّر حمولة الطائرات يشير إلى أن "الجهات التي تقف وراء إطلاقها، تجاوزت مسألة التهريب إلى مسألة التعدي على أمن المملكة”.

ورجحوا أن الجيش "الذي حافظ على أمن بلاده طوال سنوات الأزمة في سوريا، وتمكن من ضبط الحدود لن يسمح بأي محاولات من شأنها خلق تهديدات للمملكة، وبالتالي سيكون التعامل مع أي تهديد ووفق سيناريوهات حازمة”.

وعلى مدى الشهرين الماضيين، تكررت محاولات التهريب من سوريا باستخدام الطائرات المسيرة وتنوعت حمولتها بين المواد المخدرة والأسلحة.

وخلال السنوات الماضية، شهد الأردن مئات من محاولات التسلل والتهريب، خاصة من سوريا (شمال) والعراق (شرق) نتيجة تردي الأوضاع الأمنية في البلدين الجارين.

وشهدت المملكة في يوليو/ تموز الماضي، اجتماعا أمنيا بين مسؤولين أردنيين وآخرين من سوريا، لمواجهة التهريب عبر الحدود بين البلدين.
** تحد كبير

المحلل العسكري اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، اعتبر أن الطائرات المسيرة "تمثّل تحديا كبيرا للأردن حيث سيبقى على المدى الطويل متعرضا لهذا التهديد”.

وأضاف : "إحباط الجيش الأردني لمرور الطائرات المسيرة خاصة من نوع كواد كابتر، يؤكد بأن لديه كفاءة عالية على الحدود تجاه هذا النوع من العمليات”.

وتابع: "هذه الطائرات تخترق الحدود دون كشفها، وأتوقع أن من يقوم بتلك العمليات هي الجماعات والمليشيات المسلحة”.
ولم يستبعد المحلل العسكري أن "تكون هذه المحاولات مدعومة من الحكومة السورية بهدف الضغط السياسي على الأردن”، على حد قوله، لافتا إلى أن المملكة "لا تشير إلى دور سوريا بشكل مباشر في تلك العمليات”.

ولفت إلى حاجة الأردن لـ”جهد ودعم دولي كبير لمواجهة هذه التحديات”، مشرا إلى أن هذا النوع من الطائرات لا يمكن رصدها ليلا وإسقاطها إذ يتم ذلك خلال فترة النهار كونها ترى بالعين المجردة وبالاستعانة ببعض الأجهزة الإلكترونية فيما تعجز أجهزة الرادارات عن تعقبها لأن بصمتها صغيرة جدا، بحسب قوله.

** تعزيز الجانب الاستخباري

من جانبه، يقول اللواء المتقاعد سليمان منيزل  إن "الجيش  يتحمل مسؤولية كبيرة جدا على حدودنا الشمالية”.

وأضاف منيزل: "هذا الأمر موجود خاصة في ظل حالة الانفلات الأمني التي تشهدها سوريا حيث لا تسيطر الحكومة بشكل كامل، والساحة مفتوحة وتعمل عليها عدة قوى إقليمية ودولية”.

وأردف: "لا يوجد ما يمنع الأردن من استخدام كافة الوسائل الدفاعية التي تحافظ على أمن المملكة، فقد شهدنا سابقا تغييرا واضحا في قواعد الاشتباك تجاه عمليات التسلل والتهريب البرية”.

وتوقع أن "يعتمد الأردن خلال المرحلة المقبلة على تعزيز الجانب الاستخباري لتحديد مصادر إطلاق هذه الطائرات”، كونها تعدّ "تحديا جديدا للأردن من غير المستبعد استهدافها”، وفق قوله.

ودعا منيزل إلى ضرورة التعاون مع "الجهات الفاعلة على الأراضي السورية (لم يحددها) والتي تهتم بأمن الأردن واستقراره”.

وأشار إلى أن "تحديد مصدر إطلاق هذه الطائرات من شأنه أن يسهل على الأردن مهمة التعامل معها سواء عبر الطرق العسكرية أو الدبلوماسية”، معتبرا أن "خير وسلة للدفاع هي الهجوم”.

** منطقة عازلة

بدوره، يقول المحلل العسكري والاستراتيجي هشام خريسات،إن الأردن يملك الحق والقدرة "على فرض منطقة عازلة للمناطق التي تعد مصدرا لتهديد حدوده”.

وأضاف خريسات، وهو عميد متقاعد من الجيش : "فرض المنطقة العازلة هو ما تخشاه الحكومة السورية ، والمؤكد أن توقف تهريب المخدرات يعني عدم قدرة الحكومة على الصمود لأن اقتصادها يعتمد على ذلك”.


ليث الجنيدي - الأناضول
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير