الملك فك شيفرة "الجرائم الإلكترونية" وأعطى الحكومة كلمة السر"لا كبت للحريات" ولستم فوقها

جفرا نيوز - فرح سمحان 

مسك الملك العصا من المنتصف في حديثه عن قانون الجرائم الإلكترونية الذي جعل الأردنيين في حالة قلق وتردد حتى جاسوا بالحديث عن ترهات وخيالات بعيدة عن الواقع ، ليأتي حديث جلالته مع ممثلي مركز حقوق الإنسان ونقيب الصحفيين كصفعة للقريب الذي وضع تعديلات أجبرتنا على التبرير أمام الغريب الذي يبحث عن هفوات ويصطاد في الماء العكر ومن يندرجون تحت هذه الفئة كثر وأجنداتهم معروفة  . 

رسالة الملك عندما قال إن القانون لن يكون على حساب حرية الرأي والتعبير وأن الأردن ليس دولة تعسفية وما كان ولن يكن ، تعني أنه لا أحد فوق حرية التعبير تماما مثلما يقال إن لا أحد فوق القانون ، فلن يحقق بعض المسؤولين ومن يريدون استخدام القانون لحماية أنفسهم من "النقد البناء" أو أي كلمة لا تنسجم مع أهوائهم غايتهم بذلك . 

 الملك أشار أيضا إلى أن الإساءة مرفوضة ، لكن في طيات حديثه يظهر أن هناك شعرة بين كشف المستور والحقيقة وبين الغمغمة والتكتم بذريعة القانون ، وهنا يأتي الرك على الحكومة وأي شخص بموضع مسؤولية تجاه الوطن أو نفسه بأن يعرفها وأن يدرك بأن قانون الجرائم الإلكترونية سيكون جريمة فعلا لو كان وسيلة يستخدمها البعض فقط لأنهم لا يرغبون بسماع النقد أو الحقيقة أو ما شابه وهنا للقضاء العادل النزيه أن يقدر ويحكم بمدى وقع وأثر الكلمة وتبعاتها . 

أيضا اللافت في توجيهات الملك للحكومة هو التركيز على مراجعة مشروع قانون ضمان حق الحصول على المعلومات في وقت تراخت فيه الجهات المختصة عن توفير معلومة نقية من الشوائب وفي توقيتها الملائم حتى ينأى المواطن بنفسه عن تداول أكاذيب وإشاعات ومهاترات ولد بعضها الفتن والضغائن ، ما يعني أن الحمل سيكون ثقيلا والمهمة ليست سهلة كما تعتقد الحكومة والأجهزة كافة والمعنية كذلك بتقييم نتاجات قانون الجرائم الإلكترونية وأثره الرجعي بعد التطبيق . 

الإشارة للتعددية الإعلامية في وقت يريد البعض تكميم صوت السلطة الرابعة ودفنه باتجاه الرسمية الزائدة أمر مهم وحساس ، وأن يكون الحديث بمكاشفة وصراحة من الملك فهذه رسالة جيدة لمن حاولوا زج الصحافة والإعلام "بالجرائم الإلكترونية" بطرق لم تكن مباشرة لكنها جلية ، وإيمان "هرم الدولة" بالصحافة والإعلام يأتي كسُلطة وقوة ومكانة إذا أُحسن استخدامها ستكون بمثابة هدف في الدقيقة التسعين واللبيبُ من الإشارة يفهم .