جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
تابعتُ مسلسل «الحرب العالمية الثانية- الطريق إلى النصر» الذي توفره شركة «خدمة البث العالمية- نتفلكس».
عشر حلقات وثائقية طولها خمسون ساعة ملونة مبهرة، جعلتها كأنها مسلسل درامي سينمائي.
في تقديري ان هتلر، مفجر الحرب العالمية الثانية، لم يعتمد في صعوده الشاقولي على قدراته الشخصية فحسب، فعلاوة على توفر الأعوان الذين ساعدوه وساندوه، فقد احتاجت آلة الحرب الألمانية إلى خدمات المجمع الصناعي العسكري الذي وفّر ملايين الطائرات والغواصات والطرادات وحاملات الطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ والرشاشات والرادارات والذخائر وغيرها من مستلزمات الحملات الحربية الألمانية التي شملت أوروبا وشمال أفريقيا والبحار والمحيطات.
لقد تدفقت مليارات الفرنكات على المجمع الصناعي العسكري الألماني، ما كانت لتتدفق بالأرقام الفلكية لولا مغامرات هتلر التي مهّد المجمعُ لها وزيّنها !!
الحال لا يختلف عن مشاركة أميركا في الحرب العالمية الثانية التي ما كان في مقدور الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت دخولها، وهو الذي أقسم على عدم زج ابناء أميركا وبناتها في الحرب، لولا الهجوم الياباني على الأسطول الأميركي في بيرل هاربر سنة 1941، وهو الهجوم الذي وفّر ذرائع كافية للرئيس روزفلت للتحلل من قسمه.
لقد هدرت محركات المجمع الصناعي العسكري الأميركي لتزود الجيوش الأميركية في ميادين القتال ولتساهم في إمداد جيوش الحلفاء وخاصة الجيشين البريطاني والفرنسي بمختلف صنوف الأسلحة.
لقد عاد انتاج السلاح الكثيف بالمليارات على صانعيه !!
ويحكى الكثير عن عِلم القيادة العسكرية الأميركية المسبق بالهجوم الياباني على بيرل هاربر.
فقد ساهم عالِم التشفير الرياضياتي الهولندي ماريان رييفسكي في حل الشيفرة السرية الألمانية الرئيسية «أنيجما»، التي اعتمدها الألمان، حلفاء اليابان، في الحرب العالمية الثانية!!
لقد أصابني الذهول من أهوال وفظاعات ما شاهدت من قصف وإبادة قامت بها وتعرضت لها شعوب أوروبا والاتحاد السوفياتي واليابان !!
فعلي امتداد سني الحرب 1939-1945، سقط نحو 50 مليون قتيل وجريح جراء القتال أو المجاعات والاوبئة والثلوج.
ان تلك الحلقات الوثائقية العشر، كفيلة بأن تصدم الإنسان وتقض ضميره، رغم مرور ثلاثة أرباع القرن على الأحداث السريالية التي تعرضها!!
توزعت حلقات المسلسل العشر على:
انزال دنكرك، معركة المحيط الاطلسي، غزو شمال افريقيا، معركة كورسك، غزو إيطاليا، تحرير باريس، معركة بحر الفلبين، معركة اوو جيما، السباق على برلين ومعركة اوكيناوا.
وفي آخر النهار، استعادت أوروبا نفسها، ونبذت الحرب ونهضت من الدمار و الرماد، وهدّمت الجدران العازلة، و... اتحدت !!
اللجوء إلى القوة والسلاح والحرب والاحتلال، خروج على الفطرة الإنسانية، وشرّ في عقول مشعليها، محكوم عليه بالخسران والندم والفشل.
اي نصر هو الذي تسفر عنه الحروب ؟!!