جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد خرّوب
هذا ما بدأت تُلمِح إليه أوساط سياسية وإعلامية روسية, خاصة بعد «الضربة» المُشتركة وغير المسبوقة لـِ"17» طائرة مُسيّرة أوكرانية, على أهداف في شبه جزيرة القرم بالإضافة إلى سلسلة من محاولات الطائرات بدون طيار مهاجمة العاصمة/موسكو, بأجهزة تُشبه المُسيّرات الإسرائيلية الصنع, على ما قاله المؤرخ العسكري الروسي يوري كنوتوف (مدير متحف قوات الدفاع الجوي, في مقابلة مع Tsargradtv مساء الاثنين/24 الجاري. (وِفق ترجمة د. زياد الزبيدي).
وإذ أبدى المؤرخ العسكري الروسي حذراً نسبياً, إزاء إتهام تل أبيب تزويد نظام زيلينسكي بهذا النوع من الطائرات (مع ضرورة التذكير بأن دولة العدو الصهيوني, تتوفّر على أجيال مُتقدمة من الطائرات المُسيّرة وخصوصاً تلك المُسمَّاة «إنتحارية»).. فإنه/كنوتوف أشار إلى أن الطائرات بدون طيار الأوكرانية من نواح كثيرة, تمتاز بخصائص مُماثلة للمُسيّرات الإسرائيلية، لافتاً إلى أن هناك أدلة على أنه في صباح 24 تموز الجاري ضَربتْ طائرات بدون طيّار معروفة في روسيا باسم «بيفر Beaver» شبه جزيرة القرم, لكنها - أضافَ - في الوقت نفسه ?بدت مثل الطائرات الإسرائيلية».. بل قالها حرفياً «تبدو وكأنها إسرائيلية», وما كان ليعيد تكرار مقولته هذه, لولا أنه «على يقين بأنها إسرائيلية», كونه كشفَ معلومة أخرى, تقول: أنه «في وقت من الأوقات طوّرت إسرائيل طائرة بدون طيار.. انتحارية (كاميكازي كما وصفها) لمحاربة أنظمة الدفاع الجوي»، مشيراً إلى أن الطائرات الإسرائيلية بدون طيار تمتلك أجنحة خلفية مُثلثة الشكل, لكن وِفقاً للخصائص ووِفقاً لمصادر أوكرانية يبلغ مدى كلاهما (1000) كيلومتر, مُعرباً عن رأيه بأن «الإسرائيليين يُمكن أن يساعدوا الأوكرانيين في إنتاج طا?رات بدون طيار, أو بِـ«موافقتهم» نسخ بعض العناصر.
ذلك كله يأخذنا إلى الوراء قليلاً, للإضاءة على ما يُساور أصحاب القرار والمُشرِّعين في روسيا, من شكوك إزاء الموقف الحقيقي لدولة العدو من الحرب الأوكرانية. وهو ما كانت كتبت عنه في الثاني من تموز الجاري يلينا بانينا/ السياسية الروسية وعضو البرلمان الاتحادي, ومديرة معهد الدراسات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد.. تحت عنوان «تضارب المصالح الإسرائيلية في أوكرانيا» قائلة: اللعبة الكبرى أن تتصرّف في المأزق, الذي وقعتْ فيه إسرائيل، إذ على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة تتهرّب تل أبيب بكل طريقة ممكنة من توريد الأسلح? لأوكرانيا، وبشكل عام - أضافتْ - فإن علاقة نتنياهو وزيلينسكي الشخصية متوترة، ومع ذلك - واصلتْ/بانينا فإن هذا «لا ينفي المصلحة الموضوعية لإسرائيل في هزيمة روسيا، في الحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا»، ثم تمضي قدماً في «تعداد» الأسباب التي تدعم رأيها إزاء موقف إسرائيل العِدائي من روسيا،على النحو الذي ترجمه د. زياد الزبيدي.
أولاً: أن قوة روسيا المُتعاظِمة تُقلل من قدرة إسرائيل, على تعزيز مصالحها الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا، حيث نشأت الحركة «الحسيدِيّة», وحيث تكون تقليدياً قوية جداً. إذ من أوكرانيا - تُضيف السياسية الروسية - يستطيع «الحاسيديم» التأثير على «اللعبة الكبرى», من خلال التوسّط في المفاوضات بين مراكز القوى التي تصطدم في أوروبا الشرقية, والتي لا تستطيع حل صراعاتها بدون وسطاء جادّين.
ثانياً: يجب ألا يغيب عن الأذهان أن جمع المعلومات الاستخبارية, تقوم به إسرائيل في المقام الأول «ضد روسيا، وليس ضد الولايات المتحدة وأوروبا». يجب فهم ذلك بوضوح - تضيف الكاتبة -... في الصراع في أوكرانيا، تدعم إسرائيل الغرب. إن درجة الدعم وأشكاله ترجع إلى الخوف من المُبالغة والحصول على مشاكل في المقابل، وهو ما تستطيع روسيا خلقه لإسرائيل, من خلال زيادة المساعدات بشكل طفيف للإيرانيين والعرب.
ثالثاً: إسرائيل مُهتمة بـ«إضعاف بطيء ومُنضبط لروسيا», لأنها يمكن أن تتكيّف معه دون تكلفة باهظة. والإسرائيليون لديهم نفس الكراهية القديمة للأوكرانيين كما للألمان.. «المذابح» مثل الهولوكوست، لن ينساها اليهود أبداً. لا يدعم العديد من الحاخامات مجموعات «بانديرا»، على عكس النخبة السياسية الإسرائيلية. كل ما في الأمر–تختم بانينا - أن اللعبة الكبرى تتطلّب أحيانًا من إسرائيل أن تفعل شيئاً ما «عنوة».. رغم مصالحها الخاصة.
في السطر الأخير كان لافتاً ومُثيراً ما جاء على بوابة Maria الإخبارية، في «تيليغرام» يوم 19 حزيران الماضي, ونصّه كما ترجمه د. الزبيدي: «رسمياً لا يُوجد جيش إسرائيلي في أوكرانيا, ومع ذلك وفقاً لبعض المُدونين والإشارات غير المُباشرة التي يتم الترويج لها في وسائل الإعلام، يمكن ملاحظة أن الجيش الإسرائيلي يقاتل ضد الجيش الروسي، ويُدرّب جنوداً من منظمة حلف الناتو والجيش الأوكراني لمحاربة الجيش الروسي. حتى أن بعضهم يخدم رسمياً في منظمات إرهابية مثل الاستخبارات العسكرية الأوكرانية, كذلك قامت إسرائيل من خلال دُول ثا?ثة على الأقل, بتزويد ألغام وأنظمة Spike-Nlos المُضادة للدبابات, إلى الجيش الأوكراني.