جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
يقبع العرب في القرن السابع عشر المظلم، حسب تصنيف موشيه آرنس وزير الحرب الإسرائيلي السابق، الذي قال: «بقي العالم العربي عالقاً منذ القرن السابع عشر، دكتاتوريات أمسكت بزمام السلطة، بمساعدة خدمات سرية، تم قمع النساء، وتراجع العِلم».
المواطن العربي المتطلع إلى تحرير فلسطين والقدس والجولان وإنقاذ الأقصى والصخرة وكنيستي القيامة والمهد والحرم الإبراهيمي، لا يزال يقبع في الكهوف، ولا يزال يقع تحت التضليل والتأميل، منذ سَمَك أحمد سعيد الجائع، وصواريخ الظافر والقاهر، وعلوج محمد سعيد الصحاف وأفلام السلطان.
لا تزال تنطلي عليه، هيلمات «اليوتيوبرز» الفشّارين، ولا يزال تنطلي عليه «فشنك الممانعة».
ولا يزال المواطن العربي يُغضي عن الاغتيالات والمقابر الجماعية والفساد.
المواطن العربي، المستعد للاستشهاد في سبيل فلسطين والإسكندرون والأحواز، يتم خداعه ليظل يبتاع الوهم الذي تسوّقه الأنظمة المستبدة الفاسدة، بالقراطيس والتحاميل، في دكاكينها -كي لا أقول في مواخيرها- السياسية والحزبية والإعلامية.
بيع الآمال والأوهام المعسولة، لا يزال سلعة رائجة، تتغلغل في أحلام ملايين البسطاء العرب والمسلمين.
وثمة من يروّج، وثمة من يعتقد اعتقاداً راسخاً، أنّ الكيان الإسرائيلي لن يبلغ الثمانين من عمره !! إي والله.
المواطن العربي الطيب يشتري الوهم، لأن كل الطرق مسدودة في وجهه، فيتعلق بحبال العنكبوت مُكرَهاً، حيث لا حبال تعلّق غيرها.
وللأسف فإن من يتابع منصات التواصل الاجتماعي، سيلحظ أن تفشي عادة شراء الأوهام، والتعلق بحبال النجاة الافتراضية، ممتد على طول الوطن العربي وعرضه.
والدجل والبكش والتهليس، ليس وقفاً على الأنظمة السياسية، فثمة الأحزاب والتنظيمات والمنظمات والكتّاب الضالعون في المؤامرة على وعي المواطن العربي، المتطلع إلى الحرية والتحرير، والخروج من الصدع الفاغر السحيق، الذي حشروه فيه منذ مئات السنوات.
يقول المؤرخ الإسرائيلي توم سيغف: «التعليم هو سلاح الشعب اليهودي السري».
ويحدد البروفيسور بيرتس لافي رئيس معهد التخنيون، نوعية التعليم المنشود بقوله: «تدريس العلوم قضية وجودية لإسرائيل».
لقد وقعنا في السفه لدرجة أننا تساءلنا ذات زمن:
رجلٌ على ظهره قِربة ُ فِساء،
هل تجوز له الصلاة ام لا ؟