جفرا نيوز -
جفرا نيوز :د اروى الحمايده
كلانا يا سيدتي لا يحسن الكلام,لا يحسن النفاق,لا يحسن التملق, كلانا نحب الأردن نحب المانيا....كنا معأ قبل اربعة أيام, اردتي شراء حاجيات لأطفال أحدهم واستوقفنا شرطي, حينها يا أمي بادرتيه قائله: يا ابني هذه ضيفه واخطأت بالأتجاه, واحتراما لك ولهيبتك تركنا نمر...
اه يا أمي, لا زالت رسالتك على هاتفي المحمول: اروى, نسيتي ان تأخذي الجبنه..اه يا امي, كم نحن أغبياء, وانا التي ظننت ان العمر لا ينتهي وأننا سنسافر لحضور تخرج ابني يسار...كلنا نحبك ولا نحسن التعبير, وانت أشدنا حبا واكثرنا صدقا وان كانت قشرتك قاسيه لكنها نقية شفافه معطاءه...
و انا التي درست في مدارس القوات المسلحه, مدارس الجسين, تزورني الأن الذكريات تباعا تباعا, في الثمنينات حين كنت ضابطا مثالا ومديره لمدرسه الحسين الثانويه للبنات, لم اعاصر منذ ذاك التاريخ قائدا مثلك. احدث اولادي عن انجازاتك, فلا يصدقون. اقول لهم كان لمدرستي غرفة لتعليم الموسيقى, ملاعب لكرة السله والطائره, حديقه مدرسيه جميله, ومسرحا ومكتبة ومتحف. اتذكرين يا سيدتي حين اصطفاف الصباح وانت تقيسين طول مريولنا, كان يجب ان يكون شبرا تحت الركبه, بمقياسك انت!!!
من منا طالبات ومعلمات واساتذه لا يذكرك بالخير والأحترام... من مثلك احب الأردن وشعبه وقيادته, من منا ظل مدافعا حتى الرمق الأخير عن نعمة الأردن حماه الله...ليتهم يا امي تعلمو منك الوفاء والأخلاص بالعمل, لنشأ جيل يحمل الأردن على رأسه ويحفظه في قلبه مثلك انت...اه يا امي لم نتمكن من البوح , وظل الحديث ناقصا ناقص.....
حين حزنت على عمر, زوجك رحمه الله واردت توثيق مسيرته بكتاب, حينها ادركت يا امي: ليسو اولادنا من يخلدون ذكرانا. ان الرسول عليه الصلاة والسلام لا زال خالدا وليس له ولد. انما الذكر تخلده الأفعال الحسان يا امي, كيف لا اذكرك واولادي, من سيدعونا لطعام الشيشان الجلنش الأن...وكأن عمان فارغه الأن....
اه يا امي كم انا غاضبة على نفسي, كيف راهنت على العمر, باي حق ومنطق,وانما هو امر الله, وسبحان من قهر عباده بالموت. لروحك الرحمه يا امي, سأظل باذن الله ادعو لك طالما حييت, عسى الله ان يجعل مثواكي جنانا تليق بقلبك, انا لله وانا اليه راجعون