جفرا نيوز -
نسيم عنيزات
15 جريمة أسرية وقعت في الأردن، نتج عنها 16 وفاة، بينهم 12 أنثى وذلك حسب تقرير لجمعية تضامن النساء.
والغريب ان هذه الجرائم تمت خلال الستة شهور الاولى من العام الجاري مرتفعة بنسبة ما يقارب ال150% عن نفس المدة الزمنية في العام الماضي.
هذا الارتفاع المخيف يستدعي استنفارا من جميع الجهات وعلى مختلف الصعد، لما تشكله من صدمة مجتمعية في بلد عربي يسوده التعاضد والتسامح والترابط الأسري والمجتمعي، انطلاقا من العادات والقيم النبيلة التي غرسها ديننا الحنيف وزرعتها الديانات السماوية التي نؤمن بها جميعا.
الا ان الأمر، وحسب تضامن، لم يتوقف عند القتل وجرائمه البشعة بل هناك قضايا عنف وتنمر تتساوى بفداحتها وبشاعتها مع جرائم القتل من تحرش جنسي وحالات اغتصاب واعتداء بالضرب المبرح على النساء والأطفال.
واعتقد ان النتائج الماثلة امامنا وارتفاع حالات العنف الأسري والجرائم المجتمعية، وما يرافقها من بلطجة واعتداء على الأموال والمتملكات العامة والخاصة، وتعاطي المخدرات التي ارتفعت نسبة متعاطيها، لا تحتاج الى كثير من الدراسات، او مزيد من الخطط والاستراتيجيات، لأنها تتحدث عن نفسها من خلال نتائجها.
بقدر ما تحتاجه من حلول وأعمال عاجلة وسريعة مدعومة بالأدوية والعلاجات الفورية الداعمة للشفاء لا مسكنات انتظار والتعبير عن قلة الحيلة.
وأول العلاج يتمثل بالنظر الى أحوال الناس المعيشية وظروفهم الحياتية، ونسبة البطالة المرتفعة بين شبابنا وابنائنا، من خلال العمل الجاد على خلق مشاريع استثمارية ضخمة وخلق فرص عمل حقيقية ودائمة، وعدم الاكتفاء بالنظريات والخطط، وان تتحمل كل جهة مسؤوليتها امام هذه الأوضاع المزرية.
ولا بد ايضا من إعادة النظر بالمناهج التدريسية في الجامعات والمدارس وتعزيز قيم الولاء والانتماء وتعميق العادات العربية والقيم المجتمعية وتفسير القوانين والتشريعات وأسباب وضعها وإقرار ها والاهتمام بجميع التفاصيل بدل الاكتفاء بالقشور.
كما لا بد من وجود برامج مجتمعية تهدف إلى تعزيز الروابط بين الشباب ودمجهم في مجتمعهم وتعزيز أهمية العمل التطوعي والتعارف ببن أبناء المجتمع على اختلاف امتداد الوطن وعدم حصرها او ابقائها حبيسة العاصمة والمدن الكبرى هذا ان وجدت.
وقبل ذلك كله علينا ان ندرك ان الامور ليست بخير وغير مستقيمة وإذا بقي الوضع على حاله فانه مهيأ إلى المزيد وما سينتج عنها من نتائج كارثية سيكتوي بنارها الجميع ولن يسلم منها أحد.