جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
نقرأ ونسمع ونشاهد مسبّات معارضين جدد، يناضلون بالقباحة خلف الشاشات ووراء البحار والقفار.
وحيث ان المعارضة تنشد الإصلاح والتصويب لا الهدم والردم، فلا بد أن يكون المصلح على خلق، وان لا يكون فظاً غليظ القلب قبيحا مُنفراً. فلا يعقل أن يتم السعي لتحقيق الأهداف النبيلة بوسائل افتراء ودس وتلفيق !!.
كنا نكتب، لما كانت الكتابة النقدية المعارِضة ضد الفساد والاستبداد ذات تكاليف باهظة، تؤدي فيما تؤدي، إلى المنع من الكتابة، والفصل من العمل، وحجز جواز السفر ... إلخ.
كنا نكتب وسنظل نكتب، فالعازفُ يموت ويده على العود والشبّابة والكَمان.
نكتب، لا نهاب أحداً، و لا نسترضي أحداً.
لا ننتظر تصفيقا ولا يهز المترصدون الحاسدون شعرة من شواربنا.
نكتب للأردن الوطن الأوحد الأجمل، الذي لن يكون يوما، ولم يكن يوما، بلا عيوب وندوب وثقوب. لكنه وطن الكرامات والاعتدال والمؤسسات والشرعية الدينية والتاريخية والدستورية الهاشمية.
المعارضون الدجالون يسرحون ويرتعون وهم مطمئنون ان لا زنازين فاغرة في انتظارهم.
نعرف «معارضين استدراجيين» كانوا -وما يزالون- مخبرين. كنا نزدريهم عندما كنا في المعارضة الدستورية الشجاعة العفيفة، التي لم تتلفظ يوماً جملة اسفاف واحدة كالتي تُدمي الأسماع، التي يتلفظ بها بإفراط، زعران اليوتيوب المعارضون اللحاسون القبيضة بلا حدود ولا قيود !!.
وكانت المعارضة معارضة زُلُم.
تلك كانت المعارضة الشجاعة الحقيقية، لا معارضة ألshow، ولا معارضة المذهونين الذين تهمهم شعبويتهم وذواتهم، أكثر مما يهمهم الوطن والمواطن وفلسطين والعراق واليمن وسورية ولبنان.
وأبدا لم تصدر عن المعارضين الشجعان الصادقين، كلمة ردح و قبح خارج حدود اللياقات والأخلاق والشرف والكرامة.
فتأملوا يا رعاكم الله، وشغلوا حساسات الحق والتحقق، وحاذروا ان تكونوا ممن يصدق المُجرَّبين، وتبينوا مواطئ أقدامكم حيث يقبع ويزحف المرتزقة.
لقد باتت مكشوفة جداً، معارضة «حزب الكنبة» التي يقعي فرسانها خلف الشاشات بلا ضوابط ولا بريكات.
أما المعارضة الوطنية العفيفة الدستورية الشجاعة، التي تسعى إلى الإصلاح بوسائل وخطابات صادقة صالحة متزنة رزينة، فلها تعظيم سلام. وكنت كتبت ألف مرة أنّ «المعارضة ضرورة وليست ضررا».