جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
لست فلسطينياً أكثر من الزميل الكاتب الصحفي سميح المعايطة، وهو ليس أردنياً أكثر مني، ولذلك أتفق معه تماماً في رفض أي علاقة وحدوية، فدرالية، كونفدرالية، أو أي شكل، أو أي غطاء، لعلاقة الأردن مع فلسطين، قبل إنهاء الاحتلال وانتزاع الفلسطينيين للاستقلال واستعادة كامل حقوقهم، ذلك لأن اي علاقة اردنية فلسطينية الان هي صيغة تمريرية لمشاريع سياسية تستهدف اعاقة حرية فلسطين واستقلالها، كما تستهدف استقرار الأردن وأمنه، كما تتعارض في أن يكون الأردن للأردنيين، وأن يبقى للأردنيين فقط، كما أن فلسطين هي للفلسطينيين، كانت وستبقى وستعود للفلسطينيين، مهما تكالبت عليهم وضدهم البرامج والمؤامرات والاحتلال، وتفوقت المستعمرة، مؤقتاً إلى حين.
لقد نجحت خطوات المستعمرة الإسرائيلية، ومشروعها عام 1948 برمي القضية الفلسطينية ونصف شعبها مهجرين مشردين، لاجئين إلى لبنان وسوريا والأردن، وبقيت كذلك حتى تمكن الشعب الفلسطيني بفعل نضاله وتضحياته وثورته الوطنية، وبسالة ووعي ويقظة قياداته: أحمد الشقيري، ياسر عرفات، أحمد جبريل، جورج حبش، نايف حواتمة، ومؤخراً وإن كانت متأخرة ثلاثين عاماً من قبل: أحمد ياسين وحركة حماس ، من إدراك أهمية:
1- استعادة هويته الوطنية، 2- تشكيل مرجعيته الوطنية عبر منظمة التحرير الواحدة الموحدة ممثلة شرعية معترف بها، 3- إفراز قيادته الفلسطينية المستقلة، وعليه، وعليها، تمكن الرئيس الراحل ياسر عرفات بقوته وحنكته وإدراك أهمية ما فعله، والذي يعتبر آخر إنجاز حققه قبل اغتياله وهو: نقل الموضوع الفلسطيني وعنوانه ونضاله من المنفى إلى الوطن، بفعل: 1- نتائج الانتفاضة الأولى 1987، 2- اتفاق أوسلو 1993 التدريجي متعدد المراحل، على ما عليهما من ملاحظات، أو تراجع، أو عدم تنفيذ، ولكن الحصيلة الواقعية أن على أرض فلسطين الآن يتوفر شعب صامد متشبت متمسك بأرضه، ولا خيار له أو معه سوى الصمود والبقاء على أرض الوطن، الذي لا وطن له غيره.
مشروع المستعمرة الإسرائيلية نجحت في احتلال كامل خارطة فلسطين، وهي تفعل ذلك لاستكمال ما حققته من خلال جعل القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة، وأن الضفة الفلسطينية هي يهودا والسامرة أي جزءٌ من خارطة المستعمرة، ولكنها فشلت استراتيجياً في طرد وتشريد وترحيل من تبقى من الشعب الفلسطيني على أرضه، وهم نصف الشعب الفلسطيني، وبهذا يقف الحضور الفلسطيني لحوالي 7 ملايين على أرض وطنهم بمثابة عنوان الفشل لمضمون ومشروع المستعمرة واستكمالها على كامل أرض فلسطين.
فلسطين للفلسطينيين والأردن للأردنيين، ذلك هو الشعار، ذلك هو الهدف المرجو الذي يجب أن يحكم خياراتنا السياسية، للفلسطينيين وللأردنيين، ولهذا واجب علينا أن نعمل، كما نعمل الآن: 1- دعم صمود الفلسطينيين على أرضهم، 2- دعم نضالهم لاستعادة حقوقهم على أرضهم، وهذا هو حماية لأمن الأردن واستقراره.