جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
سبعون حافلة مجندة مستأجرة، ومئات السيارات الخاصة، تحمل العائلات في رحلة منظمة من فلسطينيي مناطق 48، أبناء الكرمل والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، تم تسييرهم بشكل مدروس، ترتيب مسبق، وإجراءات منظمة، متوجهين من بلداتهم وقراهم نحو القدس يوم السبت 24 حزيران 2023، بهدف التسوق وشراء احتياجات الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، والتزود العائلي من أين؟ :
من محلات القدس وتجارها، دعماً لهم، تعزيزاً لصمودهم، بدوافع مقصودة، واضحة، ذكية ذات معنى، وذات نتيجة ملموسة متصادمة مع برنامج المستعمرة التي تعمل وتسعى لإفقار أهل القدس وزيادة أعباء التجار، وتحميلهم ما لا يستطيعون تحمله من ضرائب، وتحريض على مقاطعتهم من قبل الإسرائيليين والزوار الأجانب المرافقين للمرشدين الإسرائيليين الذين يطالبونهم ويدعونهم ويحرضونهم على عدم الشراء أو التعامل مع تجار القدس العرب الفلسطينيين.
مهرجان القدس للتسوق، ظاهرة متكررة عدة مرات طوال السنة، بمناسبات عديدة مختلفة، يتم استثمارها وتوظيفها للتسوق والشراء، ولكن دوافعها صمود سياسي وطني قومي للمقدسيين في مواجهة سياسات المستعمرة وبرامجها المعادية للفلسطينيين.
مهرجان القدس للتسوق المتكرر بادرت له، وواصلت تنظيمه وتنشيطه واختيار توقيتاته الحركة الإسلامية في مناطق 48 عبر عناوين نشاطاتها الجماهيرية المتنوعة المتخصصة:
1- جميعة الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية، برئاسة الشيخ يوسف القرم وهو يشغل موقع نائب رئيس الحركة الإسلامية.
2- مؤسسة مُسلمات النسائية، برئاسة نسيبة الشيخ عبدالله، وهي تشغل موقع مسؤولة العمل والنشاط النسائي لدى الحركة الإسلامية في الداخل.
مهرجان القدس للتسوق، من عنوانه تتضح دوافعه، تسوق واهتمام بالقدس، ولكن مضمونه تتضح أبعادها من النتائج التنظيمية المترتبة المقصودة، وهي دوافع وطنية قومية دينية في نفس الوقت.
العائلات يتمتعن بالشراء وبأسعار أرخص حيث يحملون بطاقات التسوق الدالة على خصومات تحصل عليها عائلات التسوق والشراء من قبل لجنة تجار القدس، كما يتم ذلك مقروناً بنشاط دعاوي لتأدية الصلاة في المسجد الأقصى والمشاركة في نشاطات جماهيرية متعددة، مع منظمات فلسطينية في القدس ليصنعوا معاً نموذجاً من الشراكة والاجتماعات والاحتفالات والخطابات وتبادل الكلمات التضامنية بين فلسطينيي الداخل أبناء مناطق 48، مع أبناء مناطق 67 من القدس والضفة الفلسطينية.
عوامل الصمود الفلسطيني متعددة يتم استنباطها بإبداع اعتماداً على الخبرات والتجارب المتراكمة، والاستفادة منها، وتجييرها لصالح الحضور الفلسطيني واستمراريته بكلف متواضعة إن لم تكن مربحة، مما يدلل على تعدد وسائل وأدوات النضال وأشكاله المدنية والسياسية الكفاحية، مما يُغيظ قادة المستعمرة وأجهزتها من رقي النضال الفلسطيني وتعدديته الإبداعية في منطقتي 48 و67، كل حسب قدراته، كل حسب ظروفه ومعطياته الواقعية.