جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
نتباهى، نفتخر، نعتز بما فعلته الأسرة الهاشمية، بعدم دعوة أي من قادة المستعمرة الإسرائيلية إلى حفل زفاف ولي العهد الأمير الحسين.
لقد عبر رئيس المستعمرة لبعض نواب الكنيست من الفلسطينيين عن دهشته، أو استغرابه، إن لم أقل امتعاضه من عدم دعوته، لأنه أدرك، فهم، وصلته الرسالة الأردنية ان قرار عدم دعوة أي من قيادات المستعمرة، كان خيارا مقصودا.
الدعوات للحضور وجهت للأصدقاء، أصدقاء العائلة الملكية، أصدقاء الأردن، ولم توجه للدول، حتى تبعث من يمثلها لحضور عرس ولي العهد، بل اقتصرت الدعوة على الأصدقاء، أصدقاء العائلة، و المؤكد انهم ليسوا من أصدقاء العائلة، ليسوا من أصدقاء الأردن، ولهذا من الطبيعي ان لا تتم دعوة اي طرف من المستعمرة و قياداتها.
نتباهى، نفخر، نعتز لعدم حضور، وعدم مشاركة أي من ممثلي وقيادات المستعمرة، بما فيهم سفيرهم الذي غاب ولم يدع للمشاركة في الاحتفال، فالدعوة اقتصرت على أصدقاء العائلة الملكية وهم ليسوا من أصدقاء العائلة، لم يكونوا، ولن يكونوا.
الذي لا يحترم قدسية المسجد الأقصى، لا يحترم حرمته، ومكانته كمسجد اسلامي، أولى القبلتين، ومسرى سيدنا محمد ومعراجه، وعدم احترام الوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية، واستحقاقاتها والالتزام بمضامينها، والمس بها وبما يتعارض معها، عبر الاقتحامات اليومية من قبل المستوطنين المستعمرين الاجانب، لا يستحق أن يكون مدعواً مع الذوات من المدعوين، أصحاب الشأن والنبل والمكانة الرفيعة، وقادة المستعمرة ليسوا كذلك، و لهذا لم تتم دعوتهم.
الذين تمت دعوتهم لا يعني الاتفاق السياسي معهم، أو أن الاتفاق والتفاهم قائم معهم، ولا يوجد ما نخجل منه أردنياً في أن نختلف مع الآخرين، فالخلاف قد يكون موجودا، وقد تكون المصالح غير متطابقة، ولكن ذلك يتم في إطار الصداقة و عدم التصادم والاعتداء، وبدون احتلال، بينما ما يمثل المستعمرة، فهو يمثل الطرف المعتدي، الآثم، العنصري، المستبد، المحتل لأرض العرب في فلسطين، كل فلسطين والجولان السوري وجزءاً من جنوب لبنان، ويتطاول على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، كما يتطاول بشكل متقطع ومستمر على سيادتي سوريا ولبنان، وهو تطاول لا نقبله ونرفضه كشعب ودولة وخيار.
نتباهى بإلغاء ملاحق معاهدة وادي عربة، ونتباهى برفض صفقة القرن، ونتباهى بالانحياز للشعب العربي الفلسطيني والعمل من أجل استعادة حقوقه الثلاثة: المساواة والاستقلال والعودة، ونقف معهم في خندق واحد، من أجل الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وحمايتها من التطاول ومحاولات العبرنة والأسرلة والتهويد، ومن أجل حرية فلسطين واستقلالها.