النسخة الكاملة

الذكاء الاصطناعي!

الخميس-2023-05-28 06:10 pm
جفرا نيوز -

جفرا نيوز  - كتب - ناجح الصوالحة

في زمن بعيد بعض الشيء يتحدث أحد الأقارب رحمه الله ويقول «خوف قلبي يجي وقت وتشتروا الخبز مشترى», نبوءة كانت لا تدخل عقل أو منطق ابناء المناطق الريفية والنائية، بحسب قرابتنا رحمه الله «أبو طلال», أن شراء الخبز يدخل الإتكالية وعجز المرأة عن ممارسة نشاطاتها المعهودة مما يدخلنا في مطالبات اخر, استهلال هذا المقال بهذه القصة نتيجة ما يترشـح من قادة ومروجي الذكاء الإصطناعي ووصولهم لمرحلة الخوف على البشرية، وأنه إن أستمر هذا التطور فنحن مقبلون على ضياع الجنس البشري.

يرتفع صوت خبراء الذكاء الاصطناعي ومؤسسوه وخاصة الأب الروحي لهذا الذكاء «جيفري هينتون»، بأننا مقبلون على شيء يفوق الخيال والتصور والطموح, لهذا يطالب بأن نتوقف لهذا الحد، وأن لا نسعى للبلوغ لمستويات متقدمة للخطر المترتب على ذلك من هلاك للجنس البشري وسيطرة الذكاء الاصطناعي على الكوكب, وقد بلغ الأمر أن يتفق ابناء هذا التطور التكنولوجي الخارج عن السيطرة في المستقبل لتوقيع خطاب مفتوح يدعو إلى وقف العمل على تطوير هذا الذكاء لمدة 6 شهور ومن ضمنهم «إيلون ماسك» مالك «تويتر».

جدية الأمر أن مبتكري الذكاء الاصطناعي أصبح لديهم قناعة أكيدة أن هذا العالم يذهب لمصير مجهول بدأت ملامحه تظهر لأهل هذا الذكاء ومطوري أنطمته, لهذا نجد تخوفا بأن ينقلب الســحر على الساحر ونصل لمرحلة لا نستطيع التكيف أو السيطرة على هذا الذكاء الخارق للخيال, نشكر هذه الصحوة المتأخرة من قبل أهل الإختصاص.

الشخصية العلمية الدكتور خالد طوقان في ندوة أقامها أحد الأحزاب تطرق إلى ما يتحدث به العالم والخوف من هذا الذكاء الاصطناعي, بأنه يجب أن لا يكون على حساب إضاعة الهوية الوطنية, من هنا يجب أن يكون لنا شأن في التعاطي مع هذه المخاوف أردنيا من خلال تصميم منافذ محكمة لعبور هذا الذكاء إلى مجتمعنا ذو الصبغة المحافظة، والتي تقدس العمل والعطاء والإنتاج حسب شرائعنا الدينية, يكون ذلك من خلال لجنة علمية تراعي طبيعة المجتمع الأردني.

هذه المطالبة يإيجاد لجنة محلية على مستوى الوطن يستدعى أيضا أن يكون تفكيرنا على مستوى الوطن العربي, أن يأخذ هذا التخوف العالمي من هذا الذكاء مكانه ومساحته من التفكير العربي, وأن نكون مستعدين لما سنواجه من وراء هذا التطور في أنظمة الذكاء الاصطناعي، ويجب على الجامعة العربية أن تكون على مستوى التحدي العالمي.