جفرا نيوز - فرح سمحان 

لم تشعر الحكومة بعد بأن حديثها عن رؤية التحديث الاقتصادي وخطة تطوير القطاع العام لم يتعدَ كونه تكهنات مربوطة بنتائج على المدى البعيد ولا علم لتسعين بالمئة من المواطنين عنها بحسب استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية ، كما أنها لم تستشعر أهمية رسائل الملك ورغبته في إنجاز مهام التحديث دون مماطلة وهو ما أكده خلال لقائه الأخير مع وجهاء محافظة جرش . 

المطلع يعي تمامًا أن التوجيهات الملكية وفي كل لقاء تدور حول خطط ومسارات التحديث بالدرجة الأولى وينتهز جلالته الفرصة لتذكير الحكومة أن التحديث والإصلاحات ستكون مرجعية الدولة خلال السنوات القادمة ، لكن وجود 90 % من الأردنيين لا علم لهم ولا معرفة بخطط التحديث يعني أن الحكومة فشلت في مهمتها ولم تمطر الواقع بالأرقام والإنجازات بقدر الكلام والتصريحات التي تنم عن بيروقراطية في الأداء وتعنت وإصرار على تسيير الأمور بشكل لحظي وليس بعيد المدى. 

والأهم أن رئيس الوزراء بشر الخصاونة مقتنع أنه أدى المهمة المطلوبة منه بشأن تنفيذ الرؤى الملكية حول خطط التحديث لكن الواقع أن لا علم ولا دراية للمواطنين بها نتيجة عدم وجود تطبيق فعلي على أرض الواقع ، ومن حق المواطن أن يجهل خططا فرضت نفسها بلهجة مؤقتة وأن يتخطى التفاعل مع استراتيجيات لم يرَ من خيرها شيئا . 

 

التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على تغييرات جذرية تتعلق بالكوادر الاقتصادية والإدارية المؤهلة ببدء التطبيق الفعلي والإنجاز بلغة الأرقام والمكاشفة ، فلم يعد هنالك متسع للمزيد من التصريحات التي سئم منها الأردنيون،  كما أن معادلة سكن تسلم لن تؤتي أوكلها طويلا إذا ما أردنا إصلاحًا حقيقيًا .