جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم - محمد سلامة
الطريق طويل أمام الفلسطينين لبلوغ حق تقرير المصير على جزء من أرضهم المحتلة وفق القرارات الدولية واتفاقات أوسلو الموقعة مع إسرائيل 1993م، ففي السلطة الفلسطينية جناح السلام الراغب بإنهاء الصراع مع إسرائيل بالمفاوضات لم يعد خطابه مقبولا، وفي المقاومة الفلسطينية جناح حماس الراغب بإستمرار المقاومة لإنهاء الاحتلالين يرى أن طريق التحرير طويلة لكنها..الأصعب والاصوب لبلوغ الهدف.
منظمة التحرير الفلسطينية تضم «12» فصيلا انقسمت على نفسها بعد قبول حركة فتح خيار السلام وانحاز لها الكثيرون، فيما عارضها اخرون، وظل مشوار السلام مغلفا بعبارات الأمل والعيش الكريم والازدهار الاقتصادي وانسحاب إسرائيل لحدود 1967م، لكن الطريق طالت، واضحت متعبة على كل الحالمين بها، وصار الكلام فيها كمن يتحدث عن المعجزات، وكل هذا سببه سياسات إسرائيل الثالثة الرافضة لمبدا الأرض مقابل السلام، فالطريق طويل أمام هذا الجناح الفلسطيني المتعب بالعلاقات مع إسرائيل والمدعوم عربيا، وفي الطرف الآخر جناح فلسطيني يؤمن بالمقاومة وتحرير الأرض مهما كانت التضحيات ومهما طال الزمان، وهذا أيضا يعاني من خطابه في استقطاب الشارع الفلسطيني، ويعاني مع جواره، ومرفوض دوليا، ولهذا وغيره فإن انصاف الحلول السياسية لقضية فلسطين تبدو في طريق طويل ايضا، ولا بد وأن تمر به مهما حاولت تجنبه أو الالتفات عليه.
إسرائيل الثالثة برؤى متطرفيها القابعين اليوم في حكومة نتنياهو السادس لا يؤمنون بطريق السلام بتاتا، ويرون أن الحل واحد ووحيد، وهو ابتلاع الأرض، وتصفية الشعب الفلسطيني تدريجيا، فالوزير من حزب يهوديت هتوراة مائير بوروش يقول لنتنياهو السادس إذا كنت غير قادر على تنفيذ الاتفاق فعد لبيتك، وأن الطريق أمامنا قصير لحكم الشريعة اليهودية على إسرائيل، في معرض رده عليه بقبول تأجيل مشروع قانون خدمة الحريديم بالجيش الاسرائيلي.
نعم..الطريق طويل أمام الفلسطينين لينالوا حق تقرير المصير، والطريق قصير أمام المتطرفين الصهاينة لحكم إسرائيل الثالثة، لكن تنفيذ رؤاهما في تصفية الشعب الفلسطيني لن تتحقق، وقد نشهد انقلابا في الطريق، بحيث يصبح التحرير للأرض الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية اقصر الطرق بالمقاومة، وتصبح الطريق أقصر في دحر الاحتلال الاسرائيلي وربما ازاحتها من المنطقة، فالارض تقاتل مع أصحابها، والعدوان مهما بلغت قواه، فهو واهن أمام الحق، ورب ضارة نافعة، أن يأتي هؤلاء الحفنة المتطرفين ليزرعوا الفتنة في البيت اليهودي ومن ثم يشعلوه ولا يستطيعون اخماد الحريق، ولياتي صاحب الحق باقصر الطرق ويطرد المتنازعين على تصفيته واخراجه من ارضه مزهوا بانتصار تاريخي بات الكل يتحدث عنه قبل استكمال إسرائيل الثالثة عامها الثمانين.