جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب العين - محمد داودية
حيثما يتولى العقيد والجنرال السلطة، تنفجر في الأرض والناس ما أسماها الدكتور أحمد المديني "حرب الجنرالين" !!
كما هي الحرب التي تنهمر على السودان، وكما كانت حروب الجنرال عمر البشير التي استمرت عشرات الأعوام وكانت عاقبتها الوخيمة تقسيم السودان، التي جنتها يدا الجنرال البشير صاحب "مجلس قيادة الانقاذ الوطني" !!
كادت بلادنا ان تنزلق إلى ما انزلقت إليه معظم البلاد العربية، فقد اغتر الضباط الأردنيون الشباب بالدبابات والمدافع التي بين ايديهم، وانخدعوا بشعارات الثورات العربية والعالمية التي اندلعت وأطاحت الأنظمة الملكية، وخلبهم إعلام وموضةُ تلك الأيام، التي شهدت تحول أنظمة المنطقة من الولاء للاستعمار البريطاني والفرنسي القديمين إلى فلك الاستعمار الأميركي الجديد.
كاد تنظيم الضباط الأردنيين الأحرار أن يشكل حكومة عسكرية في الأردن، اقتداء واهتداء بما قام به الضباط الأحرار في مصر، وضمن مسلسل الانقلابات على الدولة المدنية في مصر وسورية والعراق، ولاحقا في السودان واليمن وليبيا.
وإن تفادي تلك التقليعة، مِن فضل الله ورحمته ولطفه بالشعب الأردني، وحكمة الملك الحسين وحنكته، وتصدي جبهة الإعلام والثقافة الأردنية الباسلة، والرشد والرضى الذي ميّز وطبع العلاقة بين الأردنيين والهاشميين، المنزّه عن الدم والامتهان والظلم.
فرغم كل ما يتبجح به جنرالات الدول العسكرية "الثورية"، من شعارات وعنتريات وكليشيهات تنادي بالحريات العامة والعدالة الاجتماعية والعدل والوحدة القومية والحياة الفضلى الكريمة والحقوق المتساوية والتعددية السياسية واحترام حقوق الأقليات الإثنية والدينية والنساء، فإنها تؤول، بلا أية استثناءات، إلى حكم الفرد الدكتاتور المستعين بغير الله، بل المستعين بالنماريد، أعتى أدوات القمع والقطع، وأكثر الأعوان جهلاً وضحالة ووحشية.
لقد تناوبت الدولةُ المدنية البرلمانية، على الإقليم كما في الأردن والكويت والمغرب ولبنان. والدولةُ العسكرية كما في مصر والعراق وسورية وليبيا واليمن والجزائر. والدولةُ الدينية كما في السودان وإيران والباكستان وأفغانستان.
وخطّت المملكة الأردنية الهاشمية، ذات البنية المدنية، التي نطمح ونعمل على تعزيزها وتحديثها، أسلوبَ الحياة المتصف بالعدل والاعتدال، حفظت وعززت الاستقرار والأمن والسلم الاجتماعي الذي أصبح DNA الأردن.
وظل دور الجندية الأردنية في إطار الاحتراف والاحترام والنأي عن ألاعيب ودسائس السياسة، ونهاياتها المحتومة، التي من نتائجها الإطاحة بالعقيد والعميد والعماد والجنرال.