جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يحظى قطاع ريادة الأعمال في المملكة برعاية واهتمام ملكي، بهدف السعي إلى تطوير بيئة ريادة الأعمال في البلاد، وتشجيع الشباب نحو الإبداع والابتكار والريادة، والتأكيد على دورهم في تعزيز النمو الاقتصادي الوطني.
ويتمثل الاهتمام الملكي بلقاء جلالة الملك عبدالله الثاني المستمر مع الرياديين، بهدف زيادة نمو قطاع ريادة الأعمال، وتوفير الدعم لحاضنات الأعمال وتسهيل عمل الصناديق التمويلية، لتمكن رواد الأعمال من تحقيق الإنجازات والتنافس على المستوى المحلي والعالمي.
وقال رواد أعمال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن تنمية وتطوير بيئة ريادة الأعمال في المملكة تحتاج إلى تحسين بيئة الاستثمار، ودعم وزيادة حجم الصناديق الاستثمارية للمساهمة في نمو وتطوير الأفكار الريادية، وتنمية الخبرات والمهارات التقنية لرواد الأعمال.
وأكدوا، أن نمو قطاع ريادة الأعمال في المملكة، يتطلب تنمية مواهب وقدرات الشباب في عموم محافظات المملكة، ونشر ثقافة الإبداع والريادة ودعم حاضنات الأعمال، وتطوير البيئة الإدارية والمؤسسية لرواد الأعمال، وتوفير البرامج التدريبية المتخصصة، إضافة إلى العمل على تذليل العقبات أمام الرياديين.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني، أكد على ضرورة الإسراع في زيادة نمو قطاع ريادة الأعمال في الأردن ضمن جهود تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي.
ووجه جلالة الملك الحكومة خلال لقائه أخيراً ممثلي مؤسسات تمويلية للمشروعات الناشئة الصغيرة والمتوسطة، إلى التركيز على المراحل المبكرة من توليد وتطوير الأفكار الخلاقة والواعدة من خلال برامج الدعم المختلفة والحاضنات والمشاغل.
كما أكد جلالته على ضرورة تيسير وتسهيل عمل صناديق التمويل والشركات الريادية للمضي قدماً إلى الأمام، وتمكين الأردن من تحقيق الإنجازات والتنافس على المستوى العالمي.
ولفت جلالته إلى أهمية تنفيذ برامج تدريبية تستهدف تأهيل الشباب والشابات في مجال ريادة الأعمال لتحفيزهم على إقامة مشروعاتهم والحفاظ على مكانة المملكة كحاضنة للابتكار والريادة.
ويحتل قطاع ريادة الأعمال في الأردن المرتبة الرابعة على مستوى الإقليم، حيث يوجد نحو 17 مؤسسة تمويلية للمشاريع الريادية وأكثر من 40 حاضنة ومسرعة أعمال في المملكة.
وشهد عام 2021 ارتفاعاً في حجم الاستثمار في الشركات الناشئة في المملكة، إذ وصل إلى حوالي 120 مليون دينار، مقارنة بحوالي 20 مليونا في العام الذي سبقه.
ويحتضن الأردن 200 شركة ناشئة مسجلة، ويعمل به 14 صندوقاً استثمارياً خصصت مجتمعة 110 ملايين دولار للاستثمار في المملكة.
وقال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "مكانة 360"عبد الرحمن الحسامي، إن عدد رواد الأعمال في الأردن بازدياد مستمر، مؤكداً أنه يمتلك العديد من الفرص التي يمكن العمل والبناء عليها في قطاع ريادة الأعمال خلال الفترة القادمة .
وأضاف، يمكن للأردن أن يكون قاعدة متينة في منطقة الشرق الأوسط ينطلق من خلالها رواد الأعمال، واصفاً واقع قطاع ريادة الأعمال "بالممتاز"، لكننا نحتاج إلى إتاحة الفرص أمام الرياديين بشكل أكبر من خلال تقديم الدعم المناسب وتوفير الموارد والإمكانيات، والبرامج التحفيزية لتسهيل مهام الرياديين في المملكة، وللمساهمة في تطوير ونمو القطاع.
وشدد على أهمية نشر ثقافة الإبداع والريادة في المجتمع، ودعم حاضنات الأعمال في الشركات والمؤسسات، وتعميم فكرة ريادة الأعمال على مختلف محافظات المملكة ليستفيد منها أكبر قدر ممكن، وأن لا تبقى حصراً على فئة أو أشخاص معينين، مشيراً إلى أن لدى الشباب الأردنيين مواهب وافكار وقدرات تمكنهم من يصبحوا رواداً للأعمال.
وأكد الحسامي، أن تنمية قطاع ريادة الأعمال يتطلب النظر أولاً إلى السياسات العامة، من خلال تقديم الدعم لرواد الأعمال داخلياً وخارجياً، بحيث تكون البداية من دعم ريادة الأعمال داخل المؤسسات الحكومية التي ستنعكس إيجاباً على دفع القطاع الخاص نحو النمو والريادة.
كما وأكد أهمية تعزيز السياسات العامة لتكون أكثر مرونة وتسهل عمل رواد الأعمال وتساعدهم بتطوير أفكارهم، لأن الغالبية من الرياديين لا تكون أفكارهم محصورة فيما وضع من سياسات، بل هي ابتكارات ربما تكون السياسات الحالية مانعة لها لذا تحتاج لتطوير مستمر.
ولفت إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه الرياديين، توفير الموارد والإمكانيات الكافية، من أجل تطوير قدراتهم ومهاراتهم، وتوفير البرامج التدريبية المناسبة، وتقديم الدعم لتطوير البيئة الإدارية والمؤسسية لرواد الأعمال، مشيراً إلى أن الكثير من الأفكار والمؤسسات الريادية تفشل لعدم وجود أسس إدارية ومالية مدروسة لهذه الأفكار أو المؤسسات.
وأشار إلى أهمية إتاحة الفرصة للصناديق الاستثمارية المحلية والخارجية للعمل بشكل أكبر لجذب أكبر قدر ممكن من الأردنيين ومن جميع محافظات المملكة لوضع وتطوير أفكارهم الريادية.
وبين الحسامي، أن الأردن يعد وجهة مهمة لقطاع ريادة الأعمال، لما يتمتع به مزايا عديدة أهمها؛ البيئة المناسبة التي تشجيع الشباب على طرح أفكارهم الريادية، حيث حقق الأردنيون الكثير من قصص النجاح على المستوى المحلي والعالمي، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، إضافة إلى الاتفاقيات التي يوقعها الأردن مع مختلف دول العالم تسهم في تشجيع الحركة الريادية في المملكة، ومستوى القدرات التعليمية مرتفعة جداً لدى الشباب، ما يسهم بصورة مباشرة في طرح تلك الأفكار، رغم انتقاد البعض لها إلا أنه أثبت الكثير من الأردنيين الذين تخرجوا من مدارس وجامعات أردنية قدرتهم على التنافس العالمي، كما يتميز بقدرته على التحدث بأكثر من لغة وهذا يشكل صورة إيجابية عنه.
وأكد الحسامي، أن وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، تعد مظلة كبرى لقطاع ريادة الأعمال في الأردن، حيث تسهم في تطوير هذا القطاع بصورة إيجابية، مبيناً ضرورة الربط بين الشباب الرياديين والداعمين لأفكارهم وإتاحة المجال لتطويرها، إضافة إلى تشجيع الشباب على الاستمرار والمحاولة في طرح أفكارهم والعمل على تنفيذها.