بانتظار قرار الفيدرالي الأمريكي.. اليوم

هل يثبت الفيدرالي الامريكي في اجتماعه المنتظر اليوم أسعار الفائدة ؟ أم يرفعها الى 25 نقطة أساس بدلا مما كان متوقعا عند 50 نقطة اساس او اكثر؟.. بمعنى: هل يعيد الفيدرالي الامريكي حساباته بعد انهيار بنكي «سيلكون فالي(SVB) « و «سيغنتشر» والارتدادات التي حصلت في سويسرا، حيث فقد بنك كريديت سويس السويسري استقراره، والقرارات التي اتخذت في بريطانيا..وغيرها من دول العالم..حيث كان رفع أسعار الفائدة احد الاسباب الرئيسة في تلك الانهيارات ؟
أمس الاول صدرت دراسة امريكية جديدة، حذرت من أن نحو 200 بنك في الولايات المتحدة تحت خطر الانهيار مثل سيلكون فالي بنك (SVB)، في حالة حدوث سحب جماعي للأموال.

وفي المراجعة التي نشرها امس الاول «بيت الاستثمارات بسجوت» - قبيل قرار سعر الفائدة المتوقع اليوم - توقعت المراجعة بان الاحتياطي الفيدرالي لن يتردد في رفع أسعار الفائدة (مما يقلل من استقرار البنوك)، لأنه في نفس الوقت سوف تتدفق الأموال للبنوك، من أجل زيادة السيولة لديها، مؤكدة - المراجعة - أن «الاحتياطي الفيدرالي مصمم على محاربة التضخم وسيكون قادرًا على الاستمرار في القيام بذلك عن طريق ضخ السيولة في النظام المصرفي في نفس الوقت الذي يرفع فيه أسعار الفائدة».. ووفقًا للتقديرات، سيرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة اليوم بمقدار ربع بالمائة.
وفي الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية «سوشيال ستنس ريسرتش نتوورك» (SSRN) فحصت الاستقرار المالي للبنوك الأمريكية، ووجدت أن بنوكا كثيرة تأثرت أصولها سلبيا من زيادة فائدة البنك الفيدرالي مثل ما حدث مع بنك SVB..وخلصت الدراسة الى أن القيمة السوقية لمختلف البنوك في الولايات المتحدة أقل بمقدار 2 تريليون دولار مما هو مكتوب في البيانات المالية الرسمية للبنوك.
توقعات الباحثين من جامعات كولومبيا وستانفورد ونورث وسترن المشاركين في الدراسة أن 186 بنكًا معرضة لخطر الانهيار إذا طلب نصف عملائها سحب ودائعهم، وأنه في مثل هذه الحالة لن يكون لدى السلطات الأمريكية المبلغ اللازم لإنقاذ البنوك، لذلك هناك حاجة لاتخاذ تدابير وقائية لتحقيق الاستقرار في النظام المصرفي ولهذا فقد طلبت مجموعة من البنوك متوسطة الحجم في الولايات المتحدة تمديد التأمين على جميع الودائع للعامين المقبلين، من أجل منع هروب الودائع.
ما أود الاشارة اليه - وقد ذكرته في مقال سابق مع انهيار SVB - ان انهيار بنك سيلكون فالي، ربما لا تكون له تداعيات مباشرة على معظم بنوك العالم بما فيها البنوك الاردنية، لكن تداعيات اي انهيار (خصوصا حين يكون بمئات المليارات من الدولارات ) لا يمكن الحكم عليها مباشرة، خصوصا اذا استمرت نفس الحالة ( هلع المودعين ) فعندها تكون خطورة ما يسمى بـ» تأثير الدومينو».. لكن الاجراءات السريعة التي اتخذتها الحكومة الامريكية ربما يمكنها الحد من تلك الآثار، لكن لا بد من معالجة اسباب حدوث المشكلة والعمل على عدم تكرارها او انتشار « العدوى « وتحديدا باجراء توازنات بين استمرار « الفيدرالي الامريكي « برفع اسعار الفائدة لمواجهة التضخم كأولوية للاقتصاد الامريكي تحديدا وكثيرا من اقتصادات العالم.. وبين انعكاسات ذلك على القطاع المصرفي وتحديدا البنوك المشابهة لحالة بنك «سليكون فالي».
نحن في الاردن ولله الحمد قطاعنا المصرفي متين، وقوانين البنك المركزي حكيمة وحصيفة ومتشددة في مثل هذه القضايا الامر الذي مكّن مصارفنا واقتصادنا من تجاوز تداعيات الازمة المالية العالمية 2008- 2009 وتداعيات جائحة كورونا وكذلك تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية.. وغيرها..لكن لا بد من رصد ما يجري في العالم ووضع السيناريوهات المتوقعة لمواجهتها.
ختاما اقول..سوف نستفيد في الاردن (بالنسبة للمقترضين وليس للمودعين ) بالتأكيد اذا قرر الفيدرالي الامريكي اليوم عدم رفع اسعار الفائدة او الاكتفاء بـ25 نقطة اساس.. فلننتظر الساعات القليلة المقبلة.