النسخة الكاملة

دلالات استخدام الملك تعبير الدبلوماسية البرلمانية .. وحركة نشطة للنواب في دول الجوار

الخميس-2023-02-22 01:59 pm
جفرا نيوز -
جفرا  نيوز - لماذا تستخدم عبارة الدبلوماسية البرلمانية في أدبيات اللقاءات والمشاورات الملكية الاردنية وللمرة الثانية على التوالي وفي أسابيع قليلة؟.

هذا هو السؤال الذي يدور الان في ذهن  المراقبين السياسيين مع الحركة النشطة التي يظهرها رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي في سياق دول الجوار الأردني.

 وفي سياق دور سياسي باسم مجلس تشريعي منتخب في عمان لأول مرة في المستوى الإقليمي، الأمر الذي يعني بان ترتيبا ما في السياق سمح به على أمل ان تخفف الدبلوماسية البرلمانية كما توصف من الإحتقانات والتجاذبات وتسجل الإختراقات لصالح المصالح التابعة للدولة الاردنية بعيدا عن الإعتبارات الرسمية .

وفي إطار العلاقة مع البرلمانات العربية بصورة حصرية خصوصا وأنها برلمانات محكومة للنظام السياسي في البلدان العربية على الأرجح وفي أغلب الأحيان.

ولوحظ بان جلالة الملك عبد الله الثاني استعمل مجددا تعبير الدبلوماسية البرلمانية وهو يستقبل أعضاء المكتب الدائم في مجلسي الاعيان والنواب .

لابل أصدر توجيها بان يتولى المجلسان التشبيك بعد الان مع البرلمانات العربية والإقليمية والدولية بمعنى إيصال كلمة الاردن وموقفه والتحدث حتى في الملفات الإقتصادية والى حد ما سياسية ومثل هذا الخطاب في الأدبيات المرجعية بالقصر الملكي يعني تفويضا لكل من الصفدي و لرئيس مجلس الأعيان ايضا فيصل الفايز بالتحرك قدر الإمكان في الجوار والإقليم وعلى اساس التشبيك والتواصل مع المؤسسات البرلمانية العربية او تلك التابعة للدول المجاورة.

وكان الصفدي عمليا أول من استعمل عبارة الدبلوماسية البرلمانية ومنحها مضمونا بحركة نشطة ودؤوبة رصدها الجميع مؤخرا .

وهي تعبير وصفه الصفدي في لقاء تلفزيوني بانه محاولة لمساعدة القرار السياسي والتحدث مع البرلمانيين في الدول الشقيقة والصديقة بما يخدم مصالح الاردن ويسند الموقف السياسي للدولة الاردنية معتبرا ان الدبلوماسية البرلمانية رديف للدبلوماسية الرسمية التابعة للدولة.

  لكن المسالة قد  لا تتعلق برديف فقط فالحراك نشط و تناقش فيه ملفات و لاحظ الجميع بان الصفدي ترأس وفدا برلمانيا غادر الى  بغداد و أجرى حوارات مكثفة ومنتجة وعميقة جدا مع نخبة من أهم أركان الحكم في العراق المجاور.

  كما تجري  ترتيبات لزيارة مماثلة الى السعودية الأمر الذي يعني ان العلاقات السياسية مع السعودية قد تنطوي على اختراق جديد او حالة تسلل لترطيب بعض الخلافات والتجاذبات وزار وفد برلماني اردني الجزائر ايضا للمشاركة بمؤتمر البرلمان العربي وإنتهى الترتيب بوفد وزاري خاص خماسي زار الجزائر ووقع إتفاقيات.
 وعاد وفد برلماني من مصر وسيغادر وفد برلماني عريض الى بغداد مجددا الخميس في اطار المشاركة باجتماعات برلمانية عربية.

هذا الحضور للبرلمان الأردني والذي يمثل قيادات منتخبة من الشارع الاردني لم يكن مسبوقا على هذا المستوى في اطار الخطاب والاعلام.

 لا بل نوقشت في بغداد والمستقبل ملفات العلاقات الثنائية وملفات المنطقة وملفات الإقليم وثمة أجندة إقتصادية  دوما تعزز المصالح الاردنية الاقتصادية في اللقاءات والمشاورات التي يقوم بها الصفدي بإعتباره أكثر الشخصيات الديناميكية تحركا الان خارج إطار المعادلة المحلية .

وهو أمر يحصل بصورة نادرة ولأول مرة ويلفت الأنظار ويعتقد انه منتج ومفيد لتشبيك وتحصين وصيانة وتأطير العلاقات الاردنية مع دول الجوار عبر مؤسسات البرلمان  سواء الاقليمية او العربية في نقطة لقاء لم تحصل سابقا او لم يستفاد منها في الماضي .
 
وأغلب التقدير ان التفويض السياسى المرجعي موجود لحراكات من هذا النوع قد تكون مفيدة خصوصا وان ما يتحدث به رموز الدبلوماسية البرلمانية والشعبية الاردنية لا يلزم اي حكومة باتجاهين و طرفين لا بل يمكن التنازل عنه لاحقا في حال حصول مشكلة من اي صنف وان كان يستطيع الترتيب لمناطق مصالح مشتركة عبر برلمانيين في الدول المجاورة.

والإعتقاد راسخ بان مجلس النواب الأردني في طريقه لزيارات قد تشمل  السعودية ودولة مثل سورية ايضا اضافة الى لبنان وبعض دول الخليج الامر الذي يعني ان مفهوم الدبلوماسية البرلمانية الاردنية ينطلق ويتكرس لا بل  ينمو  ويزحف ويحاول التأسيس لمعادلات قد لا تعجب بعض النخب النافذة في عمان والتي اإتادت على عدم وجود مؤسسة برلمانية لها صولات وجولات او لها كلمة وموقف او إختراقات في مجال العلاقات الاقليمية والعربية للدولة الاردنية. 

رأي اليوم 
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير