روسيا..الصقور في الواجهة

الإعلام والفضائيات الأمريكية والاوروبية تفرض هيمنتها بصورة أو بأخرى على فضاء منطقتنا، إلى جانب وكالات الأنباء العالمية الاشهر رويترز والفرنسية والالمانية وو..إلخ، في ظل غياب شبه كامل لفضاء الاعلام الروسي، بإستثناء وكالة روسيا اليوم، وRT ، وما لا نتابعه صعود اليمين الروسي «الصقور « إلى الواجهة..فيا ترى ما هي خطاباتهم ..وكيف ينظرون إلى أوروبا وامريكا..؟!.
أعضاء بارزون في مجلس الدوما الروسي يتبنون خطابا معاديا لأوروبا وامريكا، وقارعي طبول الحرب والمتشددين إلى المشهد السياسي والاعلامي، وقيادات وازنة تدعو إلى زوال أوروبا وتنعت قيادييها بالمعاتيه، فيما الخطاب الإعلامي يركز على..إما أن ننتصر أو ينتهي كل شيء على نحو سيىء للبشرية جمعاء..والاسوأ أن يعاد الدف والطبل على وصف أوروبا بأكله لحوم البشر و..إلخ.
رئيس شركة فاغنر (61) عاما يفيغيني بريغوديغن يتحدى الرئيس زيلنسكي في مبارزة بالجو والسيطرة على باخمونت، ويقول له:-تعال نلتقي في السماء، وسبق له أن نعت احد الفارين من المعركة وقتله بمطرقة ثقيلة بالكلب، كما لا يتوانى عن انتقاد الجيش الروسي كونه يتعامل بلين مع الاوكرانيين، وأنه لطيف واحساسه مرهف تجاه المدنيين، وباتت صورته وافعاله ومظاهر قوته طاغية في شبكات الإعلام الروسية المشيدة به وبقواته التي لا تعرف الرحمة، ولا تلتزم بالقوانين الروسية في حرب المدن واقتحامها ومواجهة المدنيين.
نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ميدفيديف (57) عاما وهو شخصية ليبرالية معروفة إنتقل إلى خانة المتشددين في مواجهة أوروبا، ولا يمضي أسبوع الا ويغرد بطريقته منتقدا ومهددا أوروبا وامريكا، كما ينقل عنه وصف قادة أوروبا ب..» المعاتيه «، وسبق له أن نعت حكام أوكرانيا بعصابة من النازيين المجانيين والمدمنين على المخدرات.
الإعلام والفضائيات الروسية تركز في لقاءاتها مع المتشددين والمناهضين لأوروبا وامريكا، فرئيسة تحرير شبكة Rt التلفزيونية مارغرينا سيمونيان تنعت بخطابها الإعلامي أوروبا باوصاف ..بقتل أكلة لحوم البشر في أوكرانيا، والأهم أن الفضاء الإعلامي بات مشحونا بأجواء حرب حقيقية لا تستبعد نهاية البشرية جمعاء وأن البداية ستكون بزوال أوروبا وو..إلخ.
خلاصة القول أن المتشددين الصقور في روسيا يتصدرون المشهد السياسي والاعلامي وأن الرئيس بوتين بات بينهم حمامة سلام، ولهذا فإن العالم ما بعد إنتهاء الحرب الروسية على أوكرانيا لن يكون كما قبله، ودائما المنتصر يكتب التاريخ ولا عزاء للمهزومين، وروسيا اليوم قاب قوسين أو أدنى من عودتها إلى الركن الأهم استراتيجيا في معادلة الأمن والسلم الدوليين.